المعيار النفسي مع الشيطان 2 |
رجوع |
المعيار النفسي مع سلطان الشيطان
الحقيقة الثانية التي يعاير المرء نفسه مع الشيطان عليها إن عباد الله ليس
للشيطان عليهم سلطان إلا من أتبعه
تناولنا الحقيقة الأولى التي من خلالها يعاير المرء نفسه مع الشيطان وكانت
هذه الحقيقة هي عداوة الشيطان للإنسان فيكون المعيار من خلال قوله تعالى (
إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ) فالمعيار مع قوله تعالى في اتخاذ
الشيطان عدو أم اتخاذه ولي فكان مع هذا بيان لما أعطاه الله تعالى للشيطان
من قدرات إلا أن هذه القدرات التي مع إبليس لها معنا وقفة مع الحقيقة
الثانية التي نتحدث فيها التي يعاير المرء بها نفسه مع الشيطان من خلالها
وهي أن
الله تعالى لم يجعل للشيطان سلطان على إرادة الإنسان فإرادة الإنسان حرة
واعية فبين الله هذه الحقيقة لإبليس ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من
اتبعك من الغاووين ) ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً )
فبين الله لإبليس أنه ليس له سلطان على الإرادة الحرة لمن يختاروا طاعة
الله أما سلطانه على من يختاروا بإرادتهم الحرة اتباع إبليس وبين الله
تعالى لنا هذه الحقيقة في قوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من
الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما
سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) فبين الله الحقيقة التي من
خلالها يعاير المرء نفسه هل هو اختار بإرادته الحرة طاعة الله وموالاته أم
اختار بإرادته الغواية وسلم قيادة نفسه للشيطان بدل طاعة الرحمن فهذا هو
المعيار الذي يعاير المرء منا نفسه مع الشيطان هل هو ممن سلم إرادته للرحمن
أو من سلم إرادته للشيطان إرادته حرة لمن يسلمها فإن كان لمن سلمها لطاعة
الرحمن فهو من عباد الله الذين بين الله تعالى للشيطان أنه ليس له سلطان
عليهم لأنهم بالله مؤمنين عليه متوكلين فهؤلاء إن كنت منهم واخترتن لنفسك
ولاية الله فإنك بطاعتك لله وإيمانك وتوكلك عليه أنت الذي تقهر الشياطين
بعون الله وبنصرته وتأخذ بنواصيهم فهذا مآلك كما بين ذلك النبي صلى الله
عليه وسلم ( إن المؤمن ليدني شياطينه كما يدني أحدكم دابته في السفر ) يدني
أي يأخذ بنواصيه ويقهره فهذا نتيجة حالك إن كنت وجدت نفسك من عباد الله
المؤمنين الطائعين أم اختار لنفسه طريق الغواية وسلم نفسه وقيادتها للشيطان
فإن الشطان سياتي يوم القيامة بعد أ، يقضي الله تعالى بين العباد ويدخل أهل
الجنة الجنة وأهل النار النار يأتي إبليس ويعترف لكل من استجاب لوساوسه
لمقولته كما قال تعالى ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد
الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم
لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما
أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) يبين لهم أنه تبرء منهم
لشركهم لجعلهم الشيطان شريكاً لهم في طاعتهم له دون طاعة الله يتبرء عندما
يؤول مآلهم جميعاً إلى النار يقول له هو دعاكم للحق ولو أطعتموه لدخلتم
الجنة وأنا وعدتكم فأخلفتكم لم أكرهكم أنتم من اختار الغواية أنتم أطعتموني
فلا أنتم تستطيعون أن تغيثوني من العذاب الذي أنا فيه ولا أنا أستطيع أ،
أغيثكم من العذاب الذي أنتم فيه هذا الذي ينبغي أن يستحضره الإنسان وهو
يعاير نفسه هل هو ممن اختار بارادته الحرة طاعة الرحمن أم ممن اختار
الغواية وسلم نفسه للشيطان فهذه هي الحقيقة الثانية النتي هي معيارنا مع
الشيطان وهي أن الله تعالى مع إعطائه لإبليس وجنوده القدرات التي تحدثنا
عنها في المرة السابقة إلا أنه لم يمكنه من أن يجعل له سلطان على إرادته