المعايير النفسية مع دوافع النفس وأطرافها |
رجوع |
الحديث عن النفس حتى يستطيع الإنسان أن يعرف سلوكه وبالتالي من معرفة سلوكه
يعالج نفسه
إن وجد نفسه مسلكه في طاعة الله فالحمد لله ينميه ويزيده
وإن كان مسلكه في غير طاعة الله فيعرف كيف يهذب نفسه ويقومها لله تعالى
النفس واقعة تحت ثلاث أطراف
طرف علوي وهو الطرف الرباني الذي يأمر بالخير ويحث عليه ويدعو لفعله
الطرف السفلي وهو طرف شيطاني يوسوس ويسول له المعاصي ويزين له الأوهام
ويشكك في الحق
طرف أوسط هو الذي فيه الإرادة الحرة المختارة المنفذة
الطرفين العلوي والسفلي كل منهما له دعوى تناظر الأخرى فالطرف الأوسط هو
الذي يستجيب إما للطرف الأعلى الرباني ويكون قد شعر بالطمأنينة والراحة
وبالتالي يطفح على وجهه السرور يوم القيامة
وإما يستجيب للطرف السفلي الشيطاني فيجترف فعل الشر والإثم فيأتي هذا الطرف
فيه قلق واضطراب وخوف من سوء المصير يأتي هذا الطرف يوم القيامة وهو يتحسر
يتألم يندم عاقبته سوء يوم القيامة
الطرف الرباني يعرف الفضيلة ويحث بها يلوم لفعل السوء والشر وينفر منها
هذا الطرف من هذا الجانب يحتوي على اللوم وهو ما يسمى بالضمير الأخلاقي
فهذا الطرف الذي يدعو للخير عندما تستجيب له الإرادة المنفذة وهي الطرف
الأوسط يحدث الاطمئنان والسكون وتحدث الراحة هذا الطرف الذي بدعوته للخير
وأمره بالخير ونهيه عن الشر والسوء يطمئن إذا استجابت له الإرادة المنفذة
فيهدأ وتكون هذه النفس المطمئنة بفضل الله تسير راضية مرضية
هذه النفس إذا لم تستجب لها الإرادة المنفذة تبدأ في اللوم لفعل الشر أو
الوقوع في الإثم وعند ذلك تكون هي النفس اللوامة التي أقسم الله تعالى بها
لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة هذه النفس اللوامة لا تكون
لوامة إلا إذا كانت قبل آمرة بالخير ناهية عن الشر وعند الوقوع في إثم تلوم
أما الطرف السفلي وهو الطرف الشيطاني الذي يدفع للشر والسوء ويأمر بهما
بقوة هذا الطرف يؤزره وساوس الشيطان
هذا الطرف الذي عبر عنه بالنفس الأمارة بالسوء فهي ليست فقط توسوس بل توسوس
وتسول فعل الشر ولا تهدأ حتى تشعر أنه استجاب لها أي تطوعت لها النفس
هذا الطرف الشيطاني من النفس كما جاء في قوله تعالى ولقد خلقنا الإنسان
ونعلم ما توسوس به نفسه فالنفس توسوس وتسول أيضا كما أخبر تعالى عن يعقوب
عندما جاء إليه أولاده بدم كذب فقال بل سولت لكم أنفسكم أمرا وحكى الله عن
السامري أيضا أنه قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول
وكذلك سولت لي نفسي
والنفس تطيع إذا لم تستجيب لداعي الخير في الطرف الأعلى تستجيب لهذا الطرف
كما أخبر الله تعالى عن ابني آدم فبين أن الابن القاتل فطوعت له نفسه قتل
أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين
فهذا الطرف يأمر بالسوء كما بين سورة يوسف إن النفس لأمارة بالسوء إلا من
رحم ربي
الله تعالى لم يعلق على القول فيكون هذا إقرار بأن النفس تأمر بالسوء
فالنفس تأمر بالسوء وتوسوس وتسول فإذا استجاب الإنسان لهذا الطرف الأمار
بالسوء عند ذلك ينجرف لفعل الشر والوقوع في الإثم
وهذه الأطراف الثلاثة لابد لنا أن ننظر فيها نظرة
الطرف العلوي صاحب النفس المطمئنة التي جاء فيها قوله تعالى يا أيتها النفس
المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية هذه النفس الطيبة المطمئنة قد تضمحل
حتى تموت أو قد تصاب بأمراض شديدة عندما لا يستجاب لها عندما تهمل
الحث على ألا تهمل هذه النفس ويترك الاستجابة لها فيكون سلوكه تابعا أو
مستجيبا لأوامر النفس الأمارة بالسوء أي مستجيبا للطرف السفلي الشيطاني
نتيجة لإهماله للطرف الرباني الذي معه لمة ملك تدفعه للخير وينهاه عن الشر
ويلومه إذا وقع في إثم
الحذر من عدم الاستجابة للطرف الرباني فيمرض وباستمرار عدم الاستجابة له مع
استمرار الاستجابة للطرف الشيطاني فيمرضه فتتغلب النفس الأمارة بالسوء
كل من الطرفين العلوي والسفلي له دعوى متناقضة وليس لهم أكثر من الطلب
والإنسان هو الذي يغلب فيهما فإن استجاب لدوافع الخير تكون مرتاح البال
مطمئن بسبب أنك أتيت بالخير وتركت الشر فتطمئن نفسك
الهدف معرفة كيفية اجتراف النفس للمعاصي
من وسائل كسب مهارات في التعامل مع الشبهات الضلالات
كيفية وقوع المرء في الإثم
المرء عندما يقبل على المعصية يجد داعي الخير يدفعه للخير ولا يستجيب له
فينقلب دافع الخير إلى لوام يلومه على الوقوع في الإثم فلا يستجيب له حتى
تراه بعد ذلك مستجيبا للنفس الأمارة بالسوء ويصبح بعد ذلك مجترف للمعاصي
ومسلكه الوقوع في الإدمان والمخدرات وسائر المنكرات وتجده لا يستجيب لداعي
الخير ولا يعرف إلا تزيين الشيطان له إلا تشكيك الشيطان تسويله وسوسته
واغوائه
كمن يشككه الشيطان في سعي اخوانه لصلاحه فيقول له هم يريدون من وضعك في هذا
المكان أخذ أموالك يشككه في الحقائق حتى لا يستجيب للعلاج للخير
أبوه إن أتى به بعد أن تعذب في اصلاحه واستعان بالغير يشككه أبوك فضحك
وأهانك بهذه الطريقة وهكذا
يزين له الباطل خذ جرعة لكي تعرف تقابل الناس إذا تقابلت معهم من غير أن
تأخذ الجرعة لن تعرف تتعامل معهم وتكون في خجل وهكذا يزين له الأوهام
ويحسنها له والمرء عندما يستجيب لذلك يكون قد دنس نفسه
أما عندما لا يستجيب لهذا ويستجيب
لداعي الخير يكون المرء قد زكى نفسه ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها
قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
الإنسان واقع تحت طرفين هذا يدعوه للخير وهذا يدعوه للشر فمن شاء فليؤمن
ومن شاء فليكفر
الله أعطاك الحرية التي هي الإرادة والتي بناء عليها سيحاسبك
إرادة حرة يختار بها المرء ما يشاء يختار الاستجابة لداعي الخير أو
الاستجابة لداعي الشر
فإذا اختار الاستجابة لداعي الخير فالحمد لله ونعمة فتحسن سلوكك
وإن اختار داعي الشر فقد لمس المدمن النتيجة
والحمد لله لان المدمن نفسه على ماضيه وبات على هذا الطرف العلوي يعمل معه
ويستجيب له ونسأل الله أن ينتقل من دور اللوم إلى دور الاطمئنان إن شاء
الله مادام المرء يصلح نفسه لله سيصل إلى ذلك
لأنه عرف أنه لابد له أن يستجيب إلى الطرف العلوي الرباني فإنه مجرد أن
يحدث منك قبول لهذا الطرف الملك يجعل لك لمة تجعلك تقرر تنفيذ هذا الأمر
الذي دعا إليه داعي الخير
من محاور وسائل التغلب على النفس الأمارة بالسوء ودفع الشيطان
من وسائل كسب مهارات في التعامل مع مشكلة الاستجابة للطرف الشيطاني السفلي
من النفس وعدم الاستجابة للطرف الرباني العلوي من النفس