الرجل العاقل ينظر لما يرضيه في المرأة ويغض عما لا يرضيه منها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{ لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر}[20]

لا يفرك مؤمن مؤمنة: أي لا يبغض مؤمن مؤمنة

نبه ا لرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على جانب من جوانب الواقع الإنساني وهو أن كل إنسان فيه جوانب ترضي وفيه جوانب لا ترضي والعاقل هو الذي يوجه نظره وإعجابه إلى ما يرضيه ممن يخالطهم ويغضي عما لا يرضيه منهم

فإن كان مما يمكن معالجته وإصلاحه عمل على تهذيبه بالتربية الحسنة وبذلك يعيش راضياً سعيداً

وبذلك يستطيع أن يكف نفسه وقلبه عن الكراهية والبغض ويتعايش مع الآخرين بالرضا والتسامح

وهكذا يستطيع الرجل أن لا يكره المرأة وإن كان فيها من الأخلاق أو الصفات ما لا يعجبه

والرجل العاقل يستطيع أن يقنع نفسه بأنه لا تخلوا امرأة من عوج فعليه أن يصبر على عوجها مادام يرضيه منها جوانب حسنه ومادامت ذات دين وخلق , ويقنع نفسه بأن تقويم عوجها من الأمور المتعذرة فهو في جوهر فطرتها

ومادام الرجل يتقي الله في معاملته للنساء ولا يقصد بحسن العشرة هذه إلا ابتغاء وجه الله الذي أمره أن يقدم هذه المعاملة فإن الله سيصلحها له ويصرف قلبها لرضاه

وبعد أن تبين للرجل مما سبق ما عليه أن يقدمه من معاملة لنسائه عموماً , فعليه أن يجمع مع هذا كله ما عليه أن يقدمه من معاملة للزوجة خاصة كما سيأتي في المبحث التالي


[6] البخاري 3331 , مسلم 10/298

[7] البخاري 5186

[8] أخرجه ابن إسحق في المبتدأ عن ابن عباس وكذا أخرجه ابن أبي حازم وغيره كذا عزاه ابن حجر في الفتح وسكت عنه 9/162   

[20] مسلم 10/300 

 

ماذا أفعل في هذه الأمور

الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة



نسأل الله أن يحفَظَ بلادَ المسلمين من كلِّ سوء وأن يعيذَنا من الشرّ والفساد وأن يمنحَنا الاستقامة والثباتَ على الحقّ وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحوُّل عافيته ومن فُجاءة نقمته وأن يهديَ ضالّ المسلمين ويبصِّر جاهلَهم ويوقِظ غافلهم ويدلَّهم على الخير والهدى إنّه على كل شيء قدير  نسأل الله أن يرفعَ البلاء عن أمّة الإسلام وأن يرزقَهم العودةَ إلى شرع الله ليُخلِّصوا أنفسَهم من هذه الأباطيل والضلالات إنّه لا مخلِّصَ لهم من المخدرات وسائر المنكرات إلاّ رجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله  فعليها تنصلح القلوب وتجد الهداية من علام الغيوب وتجد السعادة بزوال الكروب