9-  الرجل يغار على امرأته في الريبة

معنى الغيرة أن تأخذ الإنسان الحمية والغضب إذا شعر أن غيره يريد أن يشاركه في أهله , ومن هم في حوزته أو من خصوصياته

كما قال سعد بن عبادة لو وجدت معها رجلاً لضربتها بالسيفِ غير مصفَّحٍ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: { أتعجبون من غيرة سعد أنا أغير من سعد والله أغير مني ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن }[59]

وبالرغم أن أصحاب سعد قالوا يا رسول الله لا تلومه فإنه رجل غيور وما تزوج امرأة إلا عذراء ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا يتزوجها من شدة غيرته , وبالرغم من كلامهم هذا على سيدهم أقر الرسول صلى الله عليه وسلم سعد في غيرته لأنها كانت غيرة في ريبة لأنه قال لو وجدت مع امرأتي رجل فأذهب لأتي بأربع شهود يكون قد قضى حاجته منها وذهب فسعد لا يتحدث عن شكوك ولكن يتحدث عن القرائن إن وجدت

فالرجل يغار على امرأته ولا يرضى أن يشاركه أحد في النظر في جمالها وعوراتها وكذا تغار المرأة على زوجها ولا ترضى أن تشاركها امرأة فيما هو من خصوصيات المرأة مع زوجها

وهذه غيرة طبيعية إذا كانت في ريبة أما أن تكون في أوهام وشكوك بعيدة عن أي قرائن فهذه لا تجوز لأنها تحول الحياة إلى جحيم

قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

{من الغيرة ما يحب الله ومن الغيرة ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة}[60]

فالغيرة المحبوبة هي التي وجدت أسبابها بأن قامت أدلة تبعث على الشك فهنا يجب البحث للتأكد , أو منع الأسباب الداعية إلى الشك وهذا النوع يحكمه الدين وتدفع إليها الحمية الإسلامية والفطرة السليمة

أما مع عدم وجود أسباب للشك فإن الغيرة حينئذ يبغضها الله ويُلام صاحبها من الناس لأنها تعكر صفو الحياة وتقطع الود والمحبة

 


[59] الدارمي ص 149 , المشكاة 3309  متفق عليه

[60] أبو داوود 2659 , ابن ماجة 1996 , الحاكم 1/78 وصححه , صححه الألباني في صحيح الجامع 5905

 

ماذا أفعل في هذه الأمور

الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة



نسأل الله أن يحفَظَ بلادَ المسلمين من كلِّ سوء وأن يعيذَنا من الشرّ والفساد وأن يمنحَنا الاستقامة والثباتَ على الحقّ وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحوُّل عافيته ومن فُجاءة نقمته وأن يهديَ ضالّ المسلمين ويبصِّر جاهلَهم ويوقِظ غافلهم ويدلَّهم على الخير والهدى إنّه على كل شيء قدير  نسأل الله أن يرفعَ البلاء عن أمّة الإسلام وأن يرزقَهم العودةَ إلى شرع الله ليُخلِّصوا أنفسَهم من هذه الأباطيل والضلالات إنّه لا مخلِّصَ لهم من المخدرات وسائر المنكرات إلاّ رجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله  فعليها تنصلح القلوب وتجد الهداية من علام الغيوب وتجد السعادة بزوال الكروب