الهم بالسيئة

قال تعالى عن زُليخة امرأة العزيز ويوسف عليه السلام

{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا (24)} يوسف

 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة }[3]

فهمَ يوسف ولم يواقع ما هم به

فهم يوسف حديث نفس من غير عزم

فهم يوسف الذي لم يحول إلى عمل يكتب به حسنات

فذلك الهم حركة طبع من غير تصميم على الفعل وما كان من هذا القبيل لا يؤاخذ به العبد

فالهم الذي عم بيوسف مما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق إذ لا قدرة للمكلف على منعه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي } [4] أي من أجلي

وقال صلى الله عليه وسلم مخبرا عن ربه

{ إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة }[5]

فإن كان ما يهم به العبد من السيئة يكتب له بتركها حسنة فلا ذنب

ويوسف لم يحول همه لعمل فما تعرض يوسف لامرأة العزيز ولا أجاب إلى المراودة بل أدبر عنها

ولذا أخبر الله عنه { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)} يوسف

والهم بالسوء يسهل صرف المعصية لملاحظة الخوف من الله وابتغاء مرضاته وطلب ثوابه

أما هم زليخة بالمعصية فكانت مصرة عليه وحولته إلى عمل فيكتب به عليها السيئات لقوله صلى الله عليه وسلم

{من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة }[6]

والله يقول لملائكته اتركوه ساعة لعله يتراجع أي يتوب أو يستغفر ولذا

قال العزيز لزليخة استغفري لذنبك

ومن الهم بالسيئة تلك الأفكار التي تطرأ على الإنسان وتدعوه لمعصية كان واقع فيها أو تزينها له وهو ما يعرف بالشوق


 

[3] البخاري 6491 , مسلم 2/332

[4] مسلم 2/331

[5] البخاري 6491 مسلم 2/ 332

[6] البخاري 6491 , مسلم 2/332

 

 

 

 

ماذا أفعل في هذه الأمور

الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة



نسأل الله أن يحفَظَ بلادَ المسلمين من كلِّ سوء وأن يعيذَنا من الشرّ والفساد وأن يمنحَنا الاستقامة والثباتَ على الحقّ وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحوُّل عافيته ومن فُجاءة نقمته وأن يهديَ ضالّ المسلمين ويبصِّر جاهلَهم ويوقِظ غافلهم ويدلَّهم على الخير والهدى إنّه على كل شيء قدير  نسأل الله أن يرفعَ البلاء عن أمّة الإسلام وأن يرزقَهم العودةَ إلى شرع الله ليُخلِّصوا أنفسَهم من هذه الأباطيل والضلالات إنّه لا مخلِّصَ لهم من المخدرات وسائر المنكرات إلاّ رجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله  فعليها تنصلح القلوب وتجد الهداية من علام الغيوب وتجد السعادة بزوال الكروب