|
||
|
الكذب من الأمراض الظاهرية المحسوسة في حياة الإنسان , والتي تعتبر بالنسبة للمسلم ذنوباً , يجب التخلص منها مهما كلفه ذلك من جهد ومشقة , حيث إن آثارها الضارة مزدوجة , بمعنى أنها تضر المريض بها وتضر غيره من أفراد المجتمع , فهي ذنوب وأمراض معدية , وهي أشبه بالميكروب الذي يعدي وينتقل من إنسان إلى آخر ليفتك به , ولذلك يحتاج عناية أكبر ومجهوداً مضاعفاً للقضاء عليه الكذب أصبح مرض أشبه بالميكروب المستوطن في البيئة الإنسانية , فقلما يخلو منه إنسان أو تتنظف منه بيئة , ويصعب عليك أن تجد طائفة من طوائف البشر تنزهت عن الكذب وتبرأت منه الكذب يقلب الموازين , ويمسخ الحقائق , ويشوه وجه الجمال في كل شئ يداخله ولن تجد جريمة تجرجر ذيولها وتستشري بين الناس إلا وهي مطلية بطلاء من الكذب و الزور، حتى توحي لمن يراها أنها الفضيلة ولا شئ سواها , ولو تكلم الكذب لقال أنا سلاح الجبابرة ، ودرع المنافقة ، وزاد الفاشلين ، وسلوى المرائين ، وشبكة المخادعين ، وملجأ المجرمين ، ومنطق الأكثرية ممن يستغلون صفاء ووفاء وحسن إخلاص الناس [3] إياك والكذب فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه ويفسد عليك تصويرها للناس ، فإن الكاذب يصور المعدوم موجوداً ، والموجود معدوماً ، والحق باطلاً والباطل حقاً ، والخير شراً والشر خيراً , فَيُفسَد عليه تصوره وعلمه , ويكون فساد علمه وتصوره عقوبة له من الله , ثم يصور كذبه هذا في نفس المخاطب المغتر به , الراكن إليه , فَيفسِد عليه تصوره وعلمه والمرء أفعاله الإرادية التي تصدر منه ,تتوقف على تصوراته وعلمه للأمور , فإذا فُسدت عليه قوة تصوره وعلمه , والتي هي مبدأ كل فعل إرادي , فسدت عليه تلك الأفعال , و حكم عليها بالكذب , فصارت أفعاله تصدر عن علم وتصور كاذب , كصدور الكلام الكاذب عن اللسان الكاذب , فلا ينتفع بلسانه ولا بأعماله , ولهذا كان الكذب أساس الفجور فأول ما يسري من الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ، ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها , كما أفسد على اللسان أقواله ، فيعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله فيستحكم عليه الفساد, ويترامى به داؤه إلى الهلكة , إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك المادة من أصلها[4]
|
ماذا أفعل في هذه الأمور
|
|