ثم رحمة أرحم الراحمين حيث يخرج بشفاعته وقبضته أكثر ما أخرج الشافعين

{فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا فيقول رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا [267]

فيكتب في رقابهم : عتقاء الله ، فيسمون فيها الجهنميين فيقول لهم أهل الجنة : هؤلاء الجهنميون ، فيقول الله : هؤلاء عتقاء الله فيدعون الله فيذهب عنهم هذا الاسم , وهذه التسمية ليست تنقيصاً لهم بل للاستذكار لنعمة الله ليزدادوا بذلك شكراً

وسنذكر النار وما يتعلق بها حتى يعلم فضل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومن يشاركه فيها من الأنبياء والصديقين والملائكة والمؤمنين في خروج كل الموحدين من النار وإخراج الله بقبضته منها أكثر مما أخرج الشافعين حتى لا يبقى فيها إلا أهل الكفر والشرك المخلدون فيها فتخلى بذلك الطبقة التي يعذب فيها الموحدون ويضع الله قدمه على النار فيزوي بعضها بعضاً على أهلها المعذبون فيها فلا يخرجون منها ولا يموتون فيها


[267] مسلم 183 , 182

 

 

ماذا أفعل في هذه الأمور

الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة



نسأل الله أن يحفَظَ بلادَ المسلمين من كلِّ سوء وأن يعيذَنا من الشرّ والفساد وأن يمنحَنا الاستقامة والثباتَ على الحقّ وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحوُّل عافيته ومن فُجاءة نقمته وأن يهديَ ضالّ المسلمين ويبصِّر جاهلَهم ويوقِظ غافلهم ويدلَّهم على الخير والهدى إنّه على كل شيء قدير  نسأل الله أن يرفعَ البلاء عن أمّة الإسلام وأن يرزقَهم العودةَ إلى شرع الله ليُخلِّصوا أنفسَهم من هذه الأباطيل والضلالات إنّه لا مخلِّصَ لهم من المخدرات وسائر المنكرات إلاّ رجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله  فعليها تنصلح القلوب وتجد الهداية من علام الغيوب وتجد السعادة بزوال الكروب