|
||
|
سبب ثالث في التحريم الحوادث التي يسببها الخمر من تقاتل وبغض دعا عتبان بن مالك جماعة من المسلمين فيهم سعد بن أبي وقاص, فشربوا ولما سكروا تفاخروا وتناشدوا حتى أنشد سعد شعراً فيه هجاء الأنصار, فعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال نزلت فيَّ آيات من القرآن وقال ’’ أتيت على نفر من الأنصار, فقالوا تعال نطعمك ونسقيك خمرا, وذلك قبل أن تحرم الخمر, فأتيتهم في حش والحش البستان فإذا رأس جزور مشوي عندهم وزق ([24]) من خمر, فأكلت وشربت معهم, فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم فقلت المهاجرون خير من الأنصار, فأخذ رجل لحيي جمل فضربني به فجرح أنفي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته, فأنزل الله تعالى فيّ شأن الخمر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ} [ المائدة 91 ]‘‘ ([25]) وختم الأمر بلفظ الاستفهام الذي معناه انتهوا, وهذا نهى بألطف الوجوه ليكون أدعى إلى الانتهاء ([26]) فقال عمر انتهينا, انتهينا ثم طاف منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إن الخمر قد حرمت وحرمت الخمر ولم يكن يومئذ للعرب عيش أعجب منها وما حرم عليهم شيء أشد من الخمر ([27]) والمسلمون كلهم تركوا شربها عندما بلغهم التحريم نهائياً امتثالاً منهم لأمر الله
[24] زق من خمر أي وعاء كبير فيه خمر [25] مسلم 784 , أبي يعلى 782 , البيهقي 285 , ابن كثير في التفسير 2/98 [26] روح البيان عند شرح الآية 91 من سورة المائدة [27] ذكره عن ابن عمر صاحب روح البيان عند شرح الآية 219 من سورة البقرة, وكان ذلك التحريم سنة ثلاث بعد وقعة أحد , وكانت وقعة أحد في شوال سنة ثلاث من الهجرة , وقيل بعد غزوة الأحزاب بأيام وقيل عام الفتح سنة ثمانية قبل الفتح
|
ماذا أفعل في هذه الأمور
|
|