|
||
|
الحمد لله القائل { َيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } [النساء 4] والصلاة والسلام على رسول الله القائل ’’ إنما أخشى عيكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ‘‘( [1]) وبعد فمن دواعي كتابة هذه الرسالة المخاطر التي تواجه العالم الإسلامي من غزو أعداء الإسلام بأفلام الخليعة التي تهدم الأخلاق والدين ويضيع معها حياء الكبير والصغير رجل كان أو امرأة ممن ينجرفون وراء شهواتهم التي توقعهم في مخاطر أخرى عديدة, وقد ذكرنا من مخاطر الانحراف الاخلاقي ما يُُفَطِّن المرء للحذر من توجيه الشهوات في غير ما أمر الله به, ثم ذكرنا أمور تعين المرء في دفع مضار الشهوات عن نفسه وهي تتلخص في حفظ المرء لعورته من الأخرين وحفظ نفسه من عورات الأخرين والتي تُكَوِّن عند من عمل بها وقاية تجعله نادراً أن ينجرف في الانحراف, ثم ذكرنا الأمور التي يعالج بها المرء نفسه إذا ضعفت في الوقاية أو تغلبت عليه نفسه الأمارة بالسوء في تزيين المهالك وذلك من خلال معرفة عواقب هذه المخاطر في الدنيا والآخرة فَتَكُون له رادع يزجره من الخوض فيها فيكون في ذلك علاج نفسه, وبمعرفته أيضاً للأجور التي ينالها في الدنيا والآخرة على تركه لمثل هذه المخاطر تجعل عنده الرغبة في السعي لتحصيلها بكل جهده والبعد عن معوقات التنعم بها وهذا أيضاً من أعظم العلاجات النفسية التي شرعها الله خالق الأنفس الذي أرشدنا لكيفية صلاحها, ونسأل الله تعالى أن يحفظنا وأولادنا ونسائنا بحفظه كتبها / عبد القادر بن محمد بن حسن أبو طالب المبحث الأول مخاطر الانحراف الأخلاقي إن الانحراف الأخلاقي شر لا يمس ضرره المرء الواقع فيه بمفرده لكنه يضر بالأسرة والمجتمع لما له من مخاطر متعددة ينبغي على كل مسلم أن ينتبه لها ليحذرها حتى يصون نفسه منها ونذكر من هذه المخاطر التي يحتاج المسلم أن تبينها على سبيل التبصير وليس الحصر ليتفطن لغيرها من مخاطر الانحراف: 1- مخاطر الشهوة والزنا 2- مخاطر مشاهدة الخليعة 3- مخاطر إشهاد الزوجة للخليعة 4- مخاطر صحبة البنات والشباب 5- مخاطر الإعجاب بالأجنبية 6- مخاطر المعاكسات 7- أتى الزمان الذي ينكح فيه الرجل على قارعة الطريق بمخاطره 8- مخاطر تساوي الزاني بمن هو أخس منه وهو المشرك 9- مخاطر تساوي الزانية بمن هي أخس منها وهي المشركة الشريعة الإسلامية جاءت بالهداية للبشرية وما تركت شيء يصلح النفوس ويجلب لها النفع إلا أرشدت إليه وما كان شيء يجلب الضر أو يفسد النفوس إلا حذرت منه, ومن أعظم الأضرار التي حذرت منها فتنة النساء على الرجال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ما تركت بعدي فِتْنَةً أَضَرَّ على الرجال من النساء ‘‘( [2]) لأن الطباع كثيراً ما تميل إليهن وتقع في الحرام لأجلهن وتسعى للقتال والعداوة بسببهن، وأقل ذلك أن ترغبه في الدنيا، وأي فساد أضر من هذا؟ إن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن قال تعالى { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ } [ آل عمران 14 ] فجعلهن عين الشهوات لكثرة تشوق النفوس إليهن, والشهوات جمع شهوة وهي نزوع النفس إلى ما تريده ( [3]) ولذا وجهت الشريعة المسلم أن يصب شهوته للنساء في زوجته, ورغبته في احتساب الأجر على ذلك لأنه يعفها هي الأخرى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام كان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إن وضعها في الحلال، كان له أجر ‘‘ ( [4]) ووجهت الشريعة المسلم الذي ليس له زوجة أو البعيد عن زوجته أن يقمع شهوته بالصوم كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرغب الشباب في الزواج فقال ’’ ومن لم يستطع فعليه بالصوم, فإنه له وجاء ‘‘([5]) فمن امتثل لهدي الشريعة فلا خطورة عليه, أما الخوف كل الخوف على من ليس له زوجة المنصرف عن الصيام أو الزوج الذي يتطلع إلى غير زوجته فإن هؤلاء قد يحملهم ضعفهم أمام شهواتهم للانجراف في الحرام كالاستمناء أو الزنا ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ أخوف ما أخاف عليكم الزنا والشهوة الخفية ‘‘( [6]) والشهوة الخفية هي شَهْوةِ النساء عند الرجل لما لها فـي قلبه من مُخْفاةٌ فإذا استَـخْفَـى من لا يتقي الله بامرأة فتنته وقعا في الزنا والشريعة تتخوف على المسلم ضعيف الإيمان من شهوة النساء, لأنها توصل إلى الزنا وأعداء الله يعلمون ذلك جيداً ويعلمون أن أمثال هؤلاء إن وقعوا في الزنا يغضبوا الله عليهم ويعذبهم وهم يريدون له ذلك, وقد حدث لبني إسرائيل ذلك, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ‘‘( [7]) ولذا تفننوا في توجيه ما يشبع رغبات من يجري وراء شهواته ممن يسهل وقوعه في الحرام, فبثوا لهم الخليعة بكل صورها وأنواعها لأنها أسرع ما يوصل إلى الزنا والحرام والآن تأثير الشهوات التي تثار لمُشاهد الخليعة بأوضاعها وتنوعها تؤدي للعزاب الرغبة في ارتكاب مثل الأوضاع التي شاهدها وتجعله يسعى في ارتكابها بشتى الطرق ولو بانتهاك أعراضه ومحارمه المهم تفريغ شهواته وتدفع هذه التأثيرات المتزوج للسعي في تحقيق الأوضاع القذرة التي شاهدها ولو ينزع معها عفة زوجته بالإكراه والتهديد بالطلاق ومشاهد الخليعة غالباً ما يكون في شوق شديد أكثر أوقاته لما شاهده, وقد يسيطر هذا الشوق ( [8]) على فكره ونفسه وقلبه فيضعفه حتى يصبح أسير لشهواته المثارة, ولا يستطيع أن ينفك منه إلا بالاستجابة لتفريغ الشهوة ذلك التأثير الذي يؤول في أغلب الأحوال بمشاهد الخليعة رجل كان أو امرأة للوقوع في الزنا والحرام وما يعقب ذلك من جلب الهم والحزن والخوف والدمار عندما تدخل المرأة بزناها العار على أهلها وزوجها وأقاربها وتنكس رؤوسهم، وعندما تحمل من الزنا قد تقتل ولدها وتكون جمعت بين جريمتي الزنا والقتل، أو تمسكه وتدخل على زوجها غير ولده, مما يجعل ذلك الغيور على عرضه لا يرى وسيلة يغسل بها العار الذي لحقه ولحق أهله إلا القتل, وربما كانت مثل هذه النتائج سبب في قول بعض الحكماء النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن إن أعداء الله قد جمعوا في أفلامهم التي يبثوها لإفساد المسلمين بين الرجال ومحارمهم من أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم, وجمع بين الأمهات وبناتهن, بطرق عرض مسموعة بقصص تثير عند سامعها أو مشاهدها الرغبات والشهوات, ليهدموا بها في نفوس البشر تعظيم الحرمات التي بينها الله تعالى بقوله {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَـٰتُكُمْ وَبَنَـٰتُكُمْ وَأَخَوَٰتُكُمْ وَعَمَّـٰتُكُمْ وَخَـٰلَـٰتُكُمْ وَبَنَاتُ ٱلأَْخِ وَبَنَاتُ ٱلاُْخْتِ وَأُمَّهَـٰتُكُمُ الْلاَّتِى أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَٰتُكُم مِّنَ ٱلرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَـٰتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ ٱللَّـٰتِى فِى حُجُورِكُمْ مِّن نِّسَآئِكُمُ ٱللَّـٰتِى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَـٰئِلُ أَبْنَآئِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنْ أَصْلَـٰبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ ٱلاُْخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء 23] فأعداء الله يعلمون أن تعظيم حرمات الله قوية في نفوس المسلمين حتى في نفس من جرى ورائهم تحركاً من ثوران شهوته فإنه مسلم وفيه خير ولا يرضى بالفساد لنفسه ولا لمحارمه ولا لأبناء المسلمين المسلم يعلم أن الشريعة نهت الرجل الذي يتزوج من امرأة أن يتزوج أمها سواء معها أو بعدها , الزواج الذي هو الغطاء الشرعي لعملية الوطء, فإن معرفته بهذه المسلمات تجعله يدرك خطورة أفلام الخليعة وهي تعرض رجل مع امرأة وأمها في وقت واحد في حرام, إن ذلك يشعره بالنفور أو يقشعر بدنه مهما تغلبت عليه نزواته التي قد تدعوه لمشاهدة مثل هذا الفجور فإن فطرته السليمة تجعله يأبى مشاهدة مثل هذه الخليعة التي تجره لفساد خلقه ودينه ولو كان ممن جرته نزواته لمشاهدة مثل هذه الخليعة فإن فطرته السليمة تجعله يقرر ألا يرجع لمشاهدتها مرة أخرى, لأنه يعلم أن أعداء الله وهم يبثوا لنا هذا الانحراف الجنسي الهدام يقصدون به هدم الشرائع الربانية في نفس من يطاوعهم ويشاهد ما عندهم إن أعداء الله وهم يستغلون ضعف المسلم الذي يجري وراء نزواته وشهواته يقدمون له القبح في صورة ممارسات على تعدد حرماتها التي يرغبوا في أن يوقعوه فيها حتى يغضب الله عليه ويعاقب بشؤم المعصية وما فيها من عذاب نفسي قد يهدم حياته لكن المسلم العاقل لا يرضى لنفسه أن يشاهد رجل ينكح أمه, لأنه يخشى على نفسه من هذه المشاهدات أن يتولد عنده بلادة في الإحساس واستهانة بالحرمات ثم ينتقل إلى التجربة بنفسه ليقع على أمه, لا يستغرب عاقل أن الفسق يؤدي بالمرء لكل هذا, ألم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ’’ شارب الخمر يقع على أمه وخالته وعمته ‘‘( [9]) نعم قد يفعل شرب الخمر هذا دون مشاهدة خليعة, فكيف تعمل هذه الأفلام التي وجهت لثوران الشهوة ولها تأثير قوى في ترغيب مشاهدها لإيقاع مثل هذه المشاهد الإباحية وتأثير مشاهدة الخليعة وقت ثوران شهوة الإنسان لا تقل عن رغبة السكران في التعاطي فيكون الخوف كل الخوف من مشاهد لهذه الخليعة وهو تحت تأثيرين شهوته وتعاطيه الخمور فكيف تكون النتيجة, إنه قد يحدث من هذا الإنسان ما لا يمكن تصوره ولا يحمد عقباه ألم يؤدي الفسق بصاحبه إلى الوقوع على ابنته كما شاهد في أفلام الخليعة وتزداد هذه الوقائع عندما يكون تحت تأثير ثوران شهوته وخمار الخمر دون أن يفكر في هذه الضحية التي غالباً ما تكون في مراهقة لا تعرف مصلحتها وتجد أن الذي فتك بها أبوها وما يترتب على ذلك للبنت من عقد نفسية وكراهة للرجال أو استجابة وإعجاب لما يحدث وتصبح هي عاهرة لنشر الزنا والفساد انتقاماً من الرجال أو محبة فيهم من هو المسلم الذي يرضى لنفسه أن يكون في هذا الانحطاط والسفول والشريعة قد بينت أن الكلمة قد تهوي بصاحبها في النار فكيف يؤدي هذا الفعل بصاحبه إن الجهل بالشريعة وضعف الإيمان يجعل مشاهد هذه الأفلام القبيحة يقوم بخداع امرأته الشريفة العفيفة وهو يرغبها في مشاهدة الخليعة دون أن يفكر في عواقب الأمور وهو يحول زوجته إلى عاهرة عندما يريها عورات رجال غيره فينزع منها الحياء, وربما تبيح لنفسها أن تعاشر غيره والشريعة بينت أن غالب حال مثل هذا الرجل الذي يري امرأته الخليعة ديوث يقر الخبث في أهله وديوثته قد تجعله يدخل الرجال على نسائه أليس كل هذا الذي يحدث له من شوم صنيعه في معاصيه وعواقب مشاهدة الخليعة المدمرة لحياته الدنيا فجعلت منه ديوثاً ثم في الآخرة هذه الدياثة لا تدخله الجنة ويكون خسر الدنيا وخسر آخرته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا يدخل الجنة ديوث ‘‘( [10]) ’’ ثلاثة حرم الله عليهم الجنة, مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والديوث الذي يقر في أهله الخبث ‘‘( [11]) المرأة المسلمة عفيفة لا ترضى أن يكون لها صاحب, وقد بين الله أن التي يكون لها صاحب هي أحدى امرأتين, إما امرأة ذمية لها صاحب وهي التي لا يجوز للمسلم الزواج منها فإن جواز الزواج من الذمية التي هي عفيفة, وأين هي؟! قال تعالى {ٱلْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتُ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِىۤ أَخْدَانٍ } [ النساء 25 ] ( [12]) وأما المرأة الأخرى فهي الأمة أي العبدة التي لها صاحب, ومع أن زواج المسلم من العبدة المؤمنة يجوز لمن يخاف على نفسه الوقوع في الزنا وإن صبر كان أولى له, فمع ذلك نهى الشرع الزواج من العبدة التي لها صاحب { وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُم مِّن فَتَيَـٰتِكُمُ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَـٰنِكُمْ بَعْضُكُمْ مِّن بَعْضٍ فَـﭑنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِـﭑلْمَعْرُوفِ مُحْصَنَـٰت غَيْرَ مُسَـٰفِحَـٰتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}[المائدة 5] فهذين الصنفين من النساء قد نهت الشريعة زواج المسلم من أحداهما فلتنتبه المراهقة لأن سن المراهقة إذا أقترن بضعف في الإيمان الذي ينشأ من الجهل بالشريعة يحدث ما نقرأه ونسمعه من قصص مآسي اختلاط الشباب بالبنات في الجامعات وخاصة في رحلاتهم مع بعضهم البعض والتي غالباً لا يخبرون بها إدارة الجامعة وتكون لمدن أخرى تبعد عن مدينتهم وتتمكن البنات بالحيل على أبائها من الموافقة على أن تذهب وهي في رعاية صديقها ويدخل عليهم الليل بظلامه في سفرهم والتصاقهم في مقاعد الحافلة والمفاجئات التي يقدموها لبعضهم هذا حبة منشطة وآخر بزجاجة خمر صغيرة وأخر بمخدر وما يحدث مع ذلك كله من الرغبة التي دفعت بهم للرحلة التي قد تستمر أيام والضحية فيها من؟ البنت أم أهلها ! فالحمد لله على هذه البلاد التي تطبق شرع الله فتمنع الاختلاط إن من أعظم المخاطر أن المرء عندما يسمح لنفسه بأن يعجب براقصة أو مفسدة بغنائها وتمثيلها أو بالنساء التي لها أخدان يعني صاحب, قد يتعدى إعجابه بها إلى أن يتمناها لنفسه وهو يعلم أنها من أحلام اليقظة التي لا تتحقق ويقدم هذا الوهم على زوجته التي حللها الله له الشريفة العفيفة التي تجود بنفسها له, لكن مثل هذا المعجب غالباً ما يحمله على ذلك جهله بشريعة رب العالمين فإن المسلم كله خير ولو وقع في معاصي إلا أن لديه عزة الإسلام, تجده إن وقع بصره على غير مسلمة مهما كان فيها من جمال فإنه يشمئز منها لأنها تشرك بالله كافرة على غير دينه ودينه يردعه من مشاهدة أي عاهرة فاجرة في فحش علاوة على أنها غير مسلمة على دين لا يجوز له أن يتزوج منه فهل يعقل أن يتمناها لنفسه وهل يمكن لمسلم عاقل أن يعجب بامرأة تمثل الخليعة التي هي غاية الانحطاط في المجاهرة بالزنا أو ينبهر بها وهي بهذه الحالة مسافحة حرمت الشريعة الزواج من أمثالها إن مشاهد الخليعة ينبغي عليه أن يعلم أنه في مشاهدته يُكَثِّر سواد نساء أهل الفجور ويزيد الرغبة فيهن بدلاً من أن يقدم في نفسه الحرص على تزويج المسلمات العفيفات على غيرهن فهن أولى حتى يعفهن بالزواج المبكر فلا تحدث فيهن العنوسة التي قد يتبعها انحراف كما كان يفعل سلفنا الصالح فعن جابر بن عبد الله ’’ أنه سئل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال تزوجناهن زمن الفتح ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيراً فلما رجعنا طلقناهن‘‘وعن الحسن ’’ أنه سئل أيتزوج الرجل المرأة من أهل الكتاب؟ فقال ما له ولأهل الكتاب وقد أكثر الله تعالى المسلمات فإن كان لا بد فاعلاً فليعمد إليها إحصاناً غير مسافحة، قال الرجل وما المسافحة؟ قال هي التي إذا لَمَّحَ الرجل إليها بعينه اتبعته‘‘ بعد معرفة تحريم الشريعة لاتخاذ المرأة صاحب فلتنتبه المرأة أو البنت التي ترغب في صحبة الشباب, فإن الشريعة نهتها أصلاً أن تلين القول لغير جنسها لقوله تعالى{ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِـﭑلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ}[الأحزاب 32] فلتحذر أن تستجيب لمن يعاكسها أو تسعد به وتجري وراءه فإن استجابتها في نظر الصلحاء أنها مسافحة مهما اعتبره المنحلين أنه انفعال مع من يقدر جمالها, فعند زواج أهل الصلاح لا يختارون من كانت بهذه المواصفات بل حتى المنحلين أيضاً لا يقبلون على الزواج من أمثالها والآن مع اتساع استخدام الإنترنت ودخوله كل بيت انتقلت المعاكسات من الأسواق والطرقات لتكون داخل الغرف في كل الأوقات من خلال الشر المعروف بالشات أو غرف المحادثة أو الدردشة ’ فكم من فتاة فقدت شرفها بخدعة الصداقة في الشات, وكم من زوجة طلبت الطلاق من زوجها استجابة لرغبة حبيبها الذي وعدها بالزواج على الشات وعند اللقاء تجده هو زوجها, وكم من فتاة انهارت عند لقاء الشاب الذي وعدها على الشات فوجدته في الموعد أخوها وكم من فتاة حُذرت من معاكسات الجوالات تحذير مباشر لها بطرق مختلفة, ثم تقع فريسة للمعاكسات وهي تظن أستحالة انجرافها في شباك منعدمي الضمير والأخلاق الذين يفقدونها شرفها, ثم تبرئ نفسها من مسؤلية ضياعها فتقول أنا ضحية من؟ ثقة أهلي فيَّ! أو ضحية الرجال معدومي الأخلاق, ألم يزرع فيها أهلها أهمية المحافظة على شرفها وتحريم الزنى الذي به هتك عرضها, إنها في الحقيقة ضحية انحراف في الأخلاق منها أولاًً لأنها مسؤلة أمام الله وأمام نفسها عن حفظ عرضها ثم ضف بعد ذلك مسؤليات الأخرين سواء كانوا أولياء الأمور المفرطين في واجبهم نحو رعاية أبنائهم, أو الرجال الذين سينالهم جزاء ما عملوا لنيلهم من البنات أعراضهن وخاصة من يوقعوهن في فسادهم وهن في غفلة فيؤذون أهليهن { وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَـٰناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [ الأحزاب 58] 7- أتى الزمان الذي ينكح فيه الرجل على قارعة الطريق بمخاطره عن أبو ذر الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ’’ إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة وكثرت التجارة وكثر المال وعظم رب المال لماله وكثرت الفاحشة وكانت إمرة الصبيان وكثر الفساد وجار السلطان وطفف في المكيال والميزان ويربى الرجل جرو كلب خير له من أن يربى ولدا ولا يوقر كبير ولا يرحم صغير ويكثر أولاد الزنا حتى إن الرجل ليغش المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذاكم الزمان لو اعتزلتم عن الطريق يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن ‘‘ ( [13]) من أعظم المخاطر أن بعض المسلمين ممن سافر للبلاد التي بها إباحات جنسية وشاهدوا ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ممارساتهم في السيارات على قارعة الطريق دون إنكار عليهم ولا ملامة, بل لومهم ينصب على من ينظر لهم ولا يقدر لمعنى حرياتهم التي هي في حقيقتها تحرر من طاعة الله لطاعة الغريزة والشيطان وهؤلاء المسلمين في عودتهم من هذه البلاد بدلاً من أن يزدادوا إيماناً بمعجزات نبيهم الذي أخبر بما تحقق, تجدهم يعودون بكل انبهار لما عندهم من خليعة ويريدون أن يحققوها في بلادهم التي يتهموها بالتخلف والتحجر لتمسكها بالدين وقد أتوا لها بالحضارة والتقدم في زعمهم إن هذه النوعية من البشر إن ترك لها الأمر لحققت ما انبهرت به ولجلبوا للبلاد الشر والفساد, فإنهم يدعوا بكل جرأة إلى التحرر من قيود الدين على زعمهم ويريدون أن يندفع المسلم وراء أهل الفجور الذين لم يكتفوا بزنا المحارم فتنوعوا لإتيان الحيوان ظناً أن فيها استثارة أزيد لشهواتهم, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’ملعون من وقع على بهيمة وقال اقتلوه واقتلوها, لا يقال هذه التي فعل بها كذا وكذا‘‘’’ لعن الله من وقع على بهيمة‘‘ ([14]) ’’ قيل لابن عباس ما شأن البهيمة قال ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا ولكن أرى رسول الله كره أن يؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عمل بها ذلك العمل ‘‘([15]) وقال ابن عباس ’’لئلا يعير أهلها بها ‘‘([16]) وقال السيوطي لعل حكمة قتلها خوفاً أن تأتي بصورة قبيحة يشبه بعضها ادمي وبعضها البهيمة والعاهرة منهم بكل فجور تمكن الكلب من نفسها دون أن تخشى أن يقال هذه التي فعل بها كذا ودون أن تخشى الفضيحة على أهلها وقد خشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعير البهيمة أن يقال فعل بها كذا وكذا أو يعير أهلها بها فمثل هذه لوقوعها في لعنة الله لا تخشى أن تأتي بمولود قبيح الصورة نصفه منها ونصفه من الكلب وكره الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتفع بالبهيمة وقد عمل بها ذلك العمل, وهذه الفاجرة أعداء الله يمكنوها من تصوير هذه المشاهد لتنشرها على الفسقة لتموت فيهم الفطرة السليمة فكيف للمسلم صاحب الفطرة الإسلامية أن يعرض نفسه لمشاهدات بهذا القبح والفساد الموجود في أفلام الخليعة ولذا أفضل وقاية للمسلم ألا يعرض نفسه للمشاهدة الأولى لمثل هذه الأفلام وخاصة عندما يدخل على شبكة الإنترنت وظهرت له صورة فجأة فيها إباحة فليحذر أن يدخل عليها فإن أصحاب هذه المواقع سيهجمون عليه ولا يستطيع وقفهم إلا بتغير بياناته والتليفون الذي يدخل به أما إن تحفظ من الفضول والتتبع لهذه الصور فإنه يسلم, والحمد الله أن في بلاد الحرمين حماية من هذا الفساد لا تتوفر في بلد أخرى 8- مخاطر تساوي المرء في زناه بمن هو أخس منه بالمشرك {ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ النور3 ] هذا خبر من الله تعالى بأن الزاني لا يطأ إلا زانية أو مشركة، فلا يطاوعه على مراده من الزنا إلا زانية عاصية، أو مشركة لا ترى حرمة ذلك، وكذلك {ٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ } أي عاص بزناه {أَوْ مُشْرِك} لا يعتقد تحريمه والله تعالى {حُرّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي حرم تعاطي الزنا وفي المعنى أيضاً تحريم التزويج من البغايا، أو تزويج العفائف بالرجال الفجار ومن ههنا ذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إلى أنه لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب، فإن تابت صح العقد عليها وإلا فلا، وكذلك لا يصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح حتى يتوب توبة صحيحة لقوله تعالى: {وَحُرّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ }. ’’ كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد، وكان رجلاً يحمل الأسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة، وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها عناق، وكانت صديقة له، وإنه واعد رجلاً من أسارى مكة يحمله، قال مرثد فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة، فجاءت عناق، فأبصرت سواد ظلي تحت الحائط، فلما انتهت إلي عرفتني، فقالت مرثد ؟ فقلت مرثد، فقالت مرحباً وأهلاً، هلم فبت عندنا الليلة، فقلت يا عناق حرم الله الزنا، فقالت يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم، فتبعني ثمانية ودخلت الحديقة فانتهيت إلى غار أو كهف، فدخلت فيه فجاؤوا حتى قاموا على رأسي، فبالوا, فظل بولهم على رأسي، فأعماهم الله عني، ثم رجعوا فرجعت إلى صاحبي فحملته، وكان رجلاً ثقيلاً حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه أكبله، فجعلت أحمله ويعينني حتى أتيت به المدينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقاً أنكح عناقاً مرتين ؟ فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد علي شيئاً حتى نزلت {ٱلزَّانِى لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ}[ النور3 ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك فلا تنكحها ‘‘( [17]) وقال صلى الله عليه وسلم ’’ لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله ‘‘ ( [18]) 9- مخاطر تساوي المرأة في زناها بمن هي أخس منها بالمشركة تقبيح لأمر الزاني أشد تقبيح ببيان أنه بعد أن رضي بالزنا لا يليق به أن ينكح العفيفة المؤمنة وإنما يليق به أن ينكح زانية هي في طبقته أو مشركة هي أسوأ منه حالاً وأقبح أفعالاً والزانية بعد أن رضيت بالزنا فولغ فيها كلب شهوة الزاني, لا يليق أن ينكحها من حيث أنها كذلك, إلا من هو مثلها وهو الزاني أو من هو أسوأ حالاً منها وهو المشرك، وأما المسلم العفيف فأسد غيرته يأبـى ورود جفرتها ( [19]) مما بينته الشريعة يتضح أن الفاسق الخبيث الذي من شأنه الزنا والتقحب لا يرغب غالباً في نكاح الصوالح من النساء اللاتي على خلاف صفته وإنما يرغب في فاسقة خبيثة من شكله أو في مشركة والفاسقة الخبيثة المسافحة كذلك لا يرغب في نكاحها الصلحاء من الرجال وينفرون عنها وإنما يرغب فيها من هو من شكلها من الفسقة والمشركين الزاني لا يطأ في وقت زناه إلا زانية من المسلمين أو أخس منها وهي المشركة والزانية لا يطأها حين زناها إلا زان من المسلمين أو أخس منه وهو المشرك وحرم الله تعالى الزنا على المؤمنين. إن في معرفة المسلم بهذه المخاطر وتبصره بأضرارها, تجعله يحذرها ويتفطن لغيرها, فيصون نفسه وعرضه ويحفظ شرفه, ويكون قد أتى بطاعة ربه التي هي سبب فلاحه في الدنيا والآخرة المبحث الثاني الوقاية من الانحراف الأخلاقي قالَ الله تعالى{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [النور 30] {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور 31] بينت الشريعة بهاتين الآيتين أن وقاية المرء نفسه من الانحراف الأخلاقي في غض البصر وحفظ الفرج وهذا يعني أمرين أحدهما أن يحفظ المرء عورته من الآخرين والثاني أن يحفظ المرء نفسه من عورات الآخرين وعمل المسلم بهما وقاية له من الانجراف في مخاطر الانحراف ونأتي ببيان ذلك من خلال فصلين الفصل الأول : حجب المرء عورته عن الآخرين ويكون حفظ المرء عورته من خلال: 1- النهي عن التعري 2- النهي عن الإفضاء 3- الاحتجاب حتى من الأعمى 4- منع دخول المخنثين على النساء 5- التفريق في النوم للصغار 6- نهي المرأة عن الملابس الكاشفة لعورتها 7- نهي المرأة عن الخروج متطيبة الفصل الثاني : حجب المرء نفسه عن عورات الآخرين وذلك يتطلب الآتي: 1- غض البصر 2- حذر الأقرباء من الدخول على النساء 3- النهي عن الخلوة 4- النهي عن لمس المرأة 5- النهي عن البيات عند غير المحارم 6- منع الدخول على المغيبة 7- الابتعاد عن الزنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ احفظ عورتك إلا من زوجتك‘‘ ( [20]) ويكون حفظ المرء عورته من خلال: النهي عن التعري, النهي عن الإفضاء, الاحتجاب حتى من الأعمى, منع دخول المخنثين على النساء, التفريق في النوم للصغار, نهي المرأة عن الملابس الكاشفة لعورتها, نهي المرأة عن الخروج متطيبة عن المسور بن مخرمة قال ’’ حملت حجراً ثقيلاً، فبينا أنا أمشي سقط عني ثوبي، فلم أستطع أخذه، فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي خذ عليك ثوبك, ولا تمشوا عراة ‘‘( [21]) وفي لفظ ’’ أقبلت بحجر أحمله وعليَّ إزار خفيف فانحل إزاري ومعي الحجر لم أستطع أن أضعه حتى بلغت به إلى موضعه، فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة ‘‘( [22]) الرسول صلى الله عليه وسلم أفرد الخطاب لمسور لاختصاصه بالواقعة فقال له خذ عليك ثوبك ثم عمم النهي لعموم الأمة بقوله ولا تمشوا عراة وقال صلى الله عليه وسلم ’’ إياكم والتعري, فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم ‘‘( [23]) إياكم والتعري أي احذروا من كشف العورة فإن معكم من الملائكة الكرام وهم الحفظة الكتبة من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي أي يصل الرجل إلى أهله فاستحوا منهم وأكرموهم أي بالتغطي وغيره مما يوجب تعظيمهم وتكريمهم معنى هذا أنه لا يجوز كشف العورة إلا عند الضرورة كقضاء الحاجة والمجامعة ( [24]) حكم كشف العورة والتجرد عن اللباس يجب على الإنسان أن يستر عورته لما جاء في حديث معاوية بن حيدة الذي قال ’’ يا نبي الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قلت يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض قال إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يراها قلت يا نبي الله إذا كان أحدنا خاليا قال فالله أحق أن يستحيا منه من الناس ‘‘ ( [25]) كان السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أي عورة التي نسترها وأي عورة نترك سترها وعمن نسترها فقال احفظ عورتك أي استرها كلها إلا من زوجتك ( [26]) القوم بعضهم في بعض أي مختلطون فيما بينهم مجتمعون في موضع واحد ولا يقومون من موضعهم فلا نقدر على ستر العورة وعلى الحجاب منهم على الوجه الأتم في بعض الأحيان لضيق الإزار أو لانحلاله لبعض الضرورة، فكيف نصنع بستر العورة وكيف نحجب منهم قال ابذل كل ما استطعت في حفظها حتى لا يراها أحد وفي هذا دليل على وجوب الستر للعورة لقوله فلا يرينها أحد ولقوله احفظ عورتك وعند الحديث عن العورة لا بد من معرفة العورة التي يجب على المرء حفظها من التعري أمام الأخرين, والعورة التي يجب عليه سترها في الصلاة, فالمرأة مثالاً يجب عليها حفظ بدنها كله لأنها كلها عورة لكن في الصلاة وهي بعيدة عن الرجال الأجانب لها أن لا تستر وجهها ما بين سرته إلى ركبتيه ( [27]) وعليه ستر منكبيه في الصلاة ( [28]) مع أن المناكب ليست من العورة لكن لقول النبي صلي الله عليه وسلم ’’لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء‘‘( [29]) عورة الصبي ما بين سن السابعة إلى العاشرة الفرجان فقط( [30]) وبعد العاشرة كالبالغ ( [31]) المرأة الحرة جميعها عورة حتى ظفرها ( [32]) وفي الصلاة كلها عورة غير الوجه ( [33]) عورة البنت عورة البنت المراهقة كالمرأة الكبيرة ( [34]) وعورة البنت قبل السابعة الفرجين ( [35]) تنبيه: ليس معنى حفظ المرء عورته أن الواجب عليه ستر العورة التي حددت فقط ويكشف ما دونها فيتسبب في فتنة الأخرين به كما تفعل بعض النساء في لبس الملابس القصيرة والضيقة التي تبدي المفاتن وبدون أكمام ومبدية للصدر والظهر وتكون شبه عارية تماماً، ويقلن أنهن لا يلبسن هذه الملابس إلا عند النساء, أو كما تفعل بعض النساء من إلباس بناتهن الصغيرات ثياباً قصيرة تكشف عن الساقين, فتتعود البنت من صغرها أن تتعرى أمام إخوانها وجيرانها وأقاربها وتفقد حيائها تدريجياً حتى تصبح مما اعتادت عليه من العري وفقدها الحياء أنها ترى من تتستر من النساء بأنها رجعية أو أن هذا ما اعتاد عليه قومها فلا ينبغي للإنسان أن يلبس ابنته هذا اللباس وهي صغيرة، لأنها إذا اعتادته بقيت عليه وهان عليها أمره، أما لو تعودت الحشمة من صغرها بقيت على تلك الحال في كبرها، والذي أنصح به أخواتنا المسلمات أن يتركن لباس أهل الخارج من أعداء الدين وأن يعودن بناتهن على اللباس الساتر، وعلى الحياء فالحياء من الإيمان ( [36]) فالأم عليها أن تعود أبنتها وخاصة إذا بلغت حدّ تأخذها العين وتُشتهى أن تتستر لتقي نفسها من تحمل الإثم بفتنة الأخرين فلا تكون بنتها من البنات التي مجرد أن بلغت حدّ تشتهى فيه تتعرى لتظهر عن جمال بدنها أمام النساء في الأعراس والمناسبات ويقلن كلنا نساء مع بعض, أليس التعري للنساء من أعظم الإفتتان إن المرأة تفتن بالمرأة كما يفتن الرجل بالرجل كشف المرء عورته في حال الخلوة بحيث لا يراه آدمي، فإن كان لحاجة جاز, وإن كان لغير حاجة ففيه خلاف العلماء في كراهته وتحريمه والأصح أنه حرام ( [37]) ولمسائل العورات فروع وتتمات وتقييدات معروفة في كتب الفقه، وأشرنا هنا إلى بعضها فقط لئلا تخلو هذا الرسالة من أصل ذلك حرمت الشريعة ملاقاة بشرتي الرجلين بغير حائل إلا عند ضرورة، ويستثنى المصافحة، وحرمت على المرء لمس عورة غيره بأي موضع من بدنه كان ولذا نهت عن دخول أو اضطجاع الرجل مع الرجل في ثوب واحد أو لحاف واحد إلا أن يكون بينهما حائل، وكذلك المرأة مع المرأة, ونهت عن دخول الرجل أو اضطجاعه مع الرجل في ثوب واحد أو لحاف واحد وهما متجردين من الثياب أو أحدهما متجرد من الثياب سواء كان بينهما حائل أو لم يكن بينهما حائل وكذلك المرأة مع المرأة بين ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله’’ لا يُفْضِي الرجلُ إلـى الرجل فـي الثوبِ، ولا تُفْضِي الـمرأةُ إلـى الـمرأةِ فـي الثوبِ‘‘([38]) فهو نهي عن المخالطة والملامسة وهو دليل على ضرورة حفظ المرء لعورته من أن يصل إليها الآخرين بلمسها بأي موضع من بدنه ، وهذا مما تعم به البلوى ويتساهل فيه كثير من الناس باجتماع الناس في حمامات السباحة والشواطئ, فيجب على الحاضر فيه أن يصون عورته عن بصر غيره ويد غيره من مدرب وغيره([39]) ويجب عليه إذا رأى من يخل بشيء من هذا أن ينكر عليه وقد استثنت الشريعة من الأفضاء الأولاد الصغار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’ لا يُفْضِيَنَّ رجلٌ إلـى رجلٍ ولا امرأةٌ إلـى امرأةٍ، إلاَّ وَلَدٌ أو والدٌ ‘‘( [40]) أي إذا كان الولد صغيراً فيجوز للمرأة أن تباشره وتضطجع معه إذا كانت صبية صغيرة فلا جناح على الوالد أن يفضى إليها ويضطجع معها عن أم سلمة ’’ أنها كانت عند رسول الله وميمونة ، إذ أقبل ابن أم مكتوم ، فدخل عليه ، فقال رسول الله احتجبا منه فقلت يا رسول الله! أليس هو أعمى لا يبصرنا ؟ فقال رسول الله أفعمياوان أنتما ؟ ألستما تبصرانه ؟ ‘‘ ( [41]) فلتنتبه بعض الأخوات اللاتي يعملن في البلاد المانعة للأختلاط فتنقل هي ما أُنشأت عليه وتكون بذلك قد سنت سنة سيئة تتحمل وزرها ووزر من اقتاد بها إلى قيام الساعة, فإن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهن الأكثر حرصاً على الاستقامة من نسائنا اليوم ومع ذلك يأمرن بالتحجب من أعمى وهن أمهات المؤمنين فكيف بأخت تقف تحاضر رجال ونساء بغية توصيل العلم, فإنه يخشى عليها أن تشابه المرأة التي خرجت للإمامة أو الخطابة فسنت سنة للنساء لا يحمد عقباها, فلتعلم كل أخت أن لها أن توصل العلم وللرجال لكن من وراء حائل كما كانت تفعل عائشة أم المؤمنين في توصيل فقهها وكما كانت تفعل الفقيهة أم ذر الزوجة الصغرى للصحاببي أبو ذر الغفاري وكما كانت تفعل زوجة ابن حجر العسقلاني فقد كانت تعطي الرجال إجازات في أمهات الكتب والقدوة في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يوصل علمه للنساء من وراء حائل وهو المعصوم 4- منع دخول المخنثين على النساء إن المحافظة على عورات النساء كانت العلة في منع دخول المخنثين عليهن فقد كان بـالـمدينة ثلاثة من الـمخنثـين وهم هيت وهرم ومانع يدخـلون علـى النساء فلا يحجبوهم والنبي صلى الله عليه وسلم ’’لم يمنع المخنث من الدخول على نسائه فلما وصف ابنة غيلان وفهم أمر النساء أمر بحجبه‘‘( [42]) ’’كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث فكانوا يعدونه من غير أولي الأربة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أرى هذا يعرف ما ههنا لا يدخل عليكن فحجبوه ‘‘( [43]) بُيّن في هذا الحديث سبب دخول هذا المخنث أولاً على أمهات المؤمنين بأنهم كانوا يعتقدونه من غير أولي الإربة وأنه مباح دخوله عليهن، فلما سُمِعَ منه هذا الكلام عُلِمَ أنه من أولي الإربة فمنعه صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء ومنعهن من الظهور عليه وبين أن له حكم الرجال الفحول الراغبين في النساء ( [44]) نفي النبي صلى الله عليه وسلم للمخنثين كان المخنث الذي يُدعى هيتاً يصف ابنة غيلان بأنها إذا قعدت تثنت وإذا تكلـمت تغنت و’’ قال لعبد الله أخي أم سلمة يا عبد الله إن فتح الله لكم غداً الطائف فإني أدلك على بنت غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان ‘‘( [45]) وقال لـخالد بن الولـيد إن فتـحت الطائف فلا تفلتن منك بـادية بنت غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، وقال لعبد الرحمن بن أبـي بكر إذا فتـحتـم الطائف غداً فعلـيكم بـابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان وسعد بن أبـي وقاص لما خطب امرأة وهو بـمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لـيت عندي من رآها ومن يخبرنـي عنها، فقال الرجل المخنث هيت أنا أنعتها لك إذا أقبلت تـمشي علـى ستة وإذا أدبرت تـمشي علـى أربع ففي حض هيت لكلاً من سيده عبد الله ابن أبـي أمية وخالد وعبد الرحمن بن الصديق علـيها ووصفها لهم بتلك الـمـحاسن وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم لـما أخبر سيده وابن الصديق وبلغه لـما أخبر خالد فقال حين سمع هذا منه ألا أرى هذا الـخبـيث يفطن لـما أسمع ثم قال لنسائه لا يدخـلنّ علـيكم, فحجب عن بـيته صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم ما أرى هذا إلا منكراً، ما أراه إلا يعرف أمر النساء، وكان يدخـل علـى سودة فنهاه أن يدخـل علـيها, وقال لا تدخـلوهم بـيوتكم ولـما قدم الـمدينة نفـاه، غرّبه صلى الله عليه وسلم إلـى الـحمى وهو موضع من ذي الـحلـيفة ذات الشمال من مسجدها، ولـم يزل هيت بـالـمكان الذي نفـي إلـيه حتـى ولـي أبو بكر فكلـم فـيه فأبى ردّه فلـما ولـي عمر كلـم فـيه فأبى ثم كلـم فـيه بعد، إنه كبر وضعف واحتاج فكان يرخص له بدخـول الـمدينة يوم الـجمعة يسأل الناس فـيتصدق علـيه ويرجع إلـى مكانه ( [46]) وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى مخنث [يقال له إنّه] إلى حمراء الأسد([47]) ونفي صلى الله عليه وسلم أنجشة العبد الأسود الذي كان يحدو بالنساء ([48]) وغرب صلى الله عليه وسلم ماتعاً مولى فاختة المخزومية إلى الحمى أيضاً ([49]) و’’ أتي النبي صلى الله عليه وسلم بمخنث وقد خضب رجليه ويديه بالحناء فقال ما بال هذا ؟ فقيل يا رسول الله يتشبه بالنساء فأمر به فنفي إلى النقيع فقيل يا رسول الله ألا نقتله فقال إني نهيت عن قتل المصلين ‘‘( [50]) ” سمع عمر قوما يقولون أبو ذؤيب أحسن أهل المدينة، فدعا به فقال أنت لعمري، فأخرج عن المدينة فقال إن كنت تخرجني فإلى البصرة حيث أخرجت يا عمر نصر بن حجاج ‘‘ وجعدة السلمي الذي كان يخرج مع النساء إلى البقيع ويتحدث إليهن حتى كتب بعض الغزاة إلى عمر يشكو ذلك فأخرجه ([51]) وقد اتبع نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ولاة أمورنا وفقهم الله لما فيه الخير للبلاد والعباد عندما قاموا بإخراج أحد المخنثين وهو قادم من خارج البلاد يريد زرع الفساد بالمعجبين والمعجبات إلى مدينة أخرى وكذا في مداهمة لهذا الصنف في حفلٍ لهم وفي هذه الأحاديث مشروعية إخراج كل من يحصل به التأذي للناس عن مكانه إلى أن يرجع عن ذلك أو يتوب. والمراد بالمخنثين المتشبهون بالنساء لا من يؤتى، فإن ذلك حده الرجم فلم يثبت عن أحد ممن أخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يؤتى ومن غربهم عمر لم يرمون بالفاحشة الكبرى إنما كان تخنثهم وتأنيثهم لينا في القول وخضابا في الأيدي والأرجل كخضاب النساء ولعبا كلعبهن ( [52]) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’أخرجوا المخنثين من بيوتكم‘‘( [53]) فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بإخراج مثل هؤلاء من البيوت فمعلوم أن الذي يمكن الرجال من نفسه والاستمتاع به وبما يشاهدونه من محاسنه وفعل الفاحشة الكبرى به شر من هؤلاء وهو أحق بالنفي من بين أظهر المسلمين وإخراجه عنهم . فإن المخنث فيه إفساد للرجال والنساء, لأنه تشبه بالنساء، فقد تعاشره النساء ويتعلمن منه وهو رجل فيفسدهن ولأن الرجال إذا مالوا إليه فقد يعرضون عن النساء, ولأن المرأة إذا رأت الرجل يتخنث فقد تترجل هي وتتشبه بالرجال فتعاشر الصنفين وتختار هي مجامعة النساء كما يختار هو مجامعة الرجال إخراج المخنث ونفيه كان لثلاثة معان أحدها أنه كان يظن به أنه من غير أولي الإربة وكان منهم ويتكتم بذلك. الثاني وصفه النساء ومحاسنهن وعوراتهن بحضرة الرجال وقد نهى أن تصف المرأة المرأة لزوجها فكيف إذا وصفها الرجل للرجال. الثالث أنه ظهر منه أنه كان يطلع من النساء وأجسامهن وعوراتهن على ما لا يطلع عليه كثير من النساء, فكيف الرجال لا سيما وقد وصفها حتى وصف ما بين رجليها أي فرجها وحواليه ( [54]) المخنث ملعون المخنث من يشبه النساء في أخلاقه وكلامه وحركاته، فإن كان من أصل الخلقة لم يكن عليه لوم, وعليه أن يتكلف إزالة ذلك, وإن كان بقصد منه وتكلف له, فهو المذموم الذي تقصده الشريعة في اللعن والإخراج من البيوت, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’لعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً وأخرج عمر فلانة ‘‘( [55]) وقد أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تسمية المخنث لمن يتشبه من الرجال بالنساء وتسمية مترجلة لمن تشبهت من النساء بالرجال المترجلات من النساء المتشبهات بالرجال زياً وهيئة ومشية ورفع صوت ونحوها( [56]) ’’إن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوسا فقال لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء‘‘([57]) و’’ عن رجل من هذيل قال رأيت عبد الله بن عمرو بن العاصي ومنزله في الحل ومسجده في الحرم قال فبينا أنا عنده رأى أم سعيد ابنة أبي جهل متقلدة قوسا وهى تمشي مشية الرجل فقال عبد الله من هذه قال الهذلي فقلت هذه أم سعيد بنت أبي جهل فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال ‘‘([58]) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال’’ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل‘‘([59]) والمترجلة بينت النصوص لعنها دون وقوعها في السحاء, فلم يرد أن المترجلات مارسن الفحش مع بني جنسهن من النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومع ذلك بينت الشريعة أن المترجلة ملعونة ومحرومة من الجنة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء ‘‘( [60]) فكيف يكون الحال لهؤلاء النساء اللاتي اكتفينا بمثيلاتهن من النساء والنهي عن مشابهة الرجال بالنساء وتشابه النساء بالرجال لأجل الذم الذي ورد في النصوص, فلا يجوز للرجال التشبه بالنساء في الزي واللباس والزينة والخضاب والصوت والصورة والتكلم وسائر الحركات والسكنات من خنث يخنث، إذا لان في الكلام وتكسر في المشي وغيرها من الأمور التي تختص بالنساء والعكس ، فهذا الفعل منهي لأنه تغيير لخلق الله وذم التشبه بالكلام والمشي مختص بمن تعمد ذلك، وأما من كان ذلك من أصل خلقته فإنما يؤمر بتكلف تركه والمداومة على ذلك بالتدريج، فإن لم يفعل وتمادى دخله الذم، وأيضاً من المعالجة لمن ظهرت عليهم علامات التشبه بالجنس الثاني سواء خلقة أو اكتساب حتى لا يدخل في الذم, أن ينتبه لمن يقتادوا بهم ممن تجمعهم أوقات طويلة, فيمنعوا مثلاً التعليم في مدارس تدرس فيها المعلمات للذكور والمعلمين للإناث, حتى لا يزيد اكتساب الصبي الصفات الأُنثوية التي تصيبه برقة وميوعة وقد تتجاوز التشبه بالنساء ويقضى على الرجولة فيه فيتخنث الصبي وقد تزداد البنت في اكتساب صفات الرجولة فتفقدها حياءها ثم تتدرج إلى محاكاة الرجال في تصرفاتهم وأفعالهم فتسترجل البنت, ونتيجة ذلك النهائية الشذوذ في كلا الجنسين ويكون أيضاً من المعالجة المنع من مشاهدة الأفلام التي يقصد منها زرع تشبه البنت بالولد والولد بالبنت عندما يظهرون مجالسة البنت مع الأولاد وهي تتحاكى معهم بلهجة الأولاد الخارجة عن المروءة ولبسها مثلهم أو اظهار البنت في مقهى تشرب الشيشة الفرق بين المفطور على التخنيث والمكتسب له وغيره تبين مما سبق أن المخنث ضربان أحدهما من خلق كذلك ولم يتكلف التخلق بأخلاق النساء وزيهن وكلامهن وحركاتهن بل هو خلقة خلقه الله عليها, فهذا لا ذم عليه ولا عتب ولا إثم ولا عقوبة لأنه معذور لا صنع له في ذلك, ولهذا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم أولاً دخول المخنث على النساء, ولم ينكر عليه خلقه الذي هو عليه لأنه من أصل خلقته, وإنما أنكر عليه بعد ذلك معرفته لأوصاف النساء الثاني من لم يكن له ذلك خلقة بل يتكلف أخلاق النساء وحركاتهن وهيآتهن وكلامهن ويتزيا بزيهن، فهذا هو المذموم الذي جاء في الأحاديث الصحيحة لعنه ( [61]) ويزاد الذم على من يقوم بإجراء العمليات الجراحية ليغيير ملامح وجهه ليشابه وجه فنانة أو مغنية ويلحق بهذا الكلام أن ذم التشبه بالكلام والمشي مختص بمن تعمد ذلك، وأما من كان ذلك من أصل خلقته فإنما يؤمر بتكلف تركه حتى يُداوم على تركه بالتدريج، فإن لم يفعل وتمادى دخله الذم، ولا سيما إن بدا منه ما يدل الرضا به، وأخذ هذا واضح من لفظ المتشبهين، وأما إطلاق أن المخنث الخلقي لا يتجه عليه اللوم، فمحمول على ما إذا لم يقدر على ترك التثني والتكسر في المشي والكلام بعد تعاطيه المعالجة لترك ذلك، وإلا متى كان ترك ذلك ممكناً ولو بالتدريج فلم يتركه بغير عذر لحقه اللوم( [62]) وهذه الأدلة كلها تجعل كل من تولى أمر على أماكن فيها تجمعات ممن يقوموا مأجورين بعزل صغار السن في أماكن خاصة حفاظاً عليهم من أن يصل إليهم أذى أن يقوموا بعزل الصنف المتشبه بغير جنسه عن الجماعات حفاظاً على العامة فإنهم أخطر ولا بد من التفريق بين المخنث الملعون وبين من كان في أصل خلقته يجمع بين بعض الأعضاء الذكرية والأعضاء الأنثوية المعروف عند الفقهاء بالمشكل فهذا ليس مقصود باللعن كالمخنث ولكن كون الحكم عليه هل هو ذكر أم أنثى يتوقف على تغلب الأعضاء فإن كانت الغلبة لأعضائه الذكرية حكم عليه بالرجولية وإن كان التغليب لأعضائه الأنثوية حكم بأنها امرأة, وكيفية معرفة غلبة الأعضاء يكون على سبيل المثال بأسبقية البول فإن خرج من العضو الذكري قبل العضو الأنثوي حكم بأنه ذكر والعكس بالعكس وهذه قضية حكمها الفقهاء لأنها تنبني عليها أمور عظيمة مثل الميراث عندما يكون المولود المشكل هذا هو الابن الوحيد لأبيه في الميراث ومعه أمه وليس هناك أجداد فإن حكم بأنها أنثى يكون لها نصف ما يكون للذكر ويدخل في الميراث العصبة من الأعمام والعمات مثلاً وإن حكم أنه ذكر فإن الميراث يكون بينه وبين أمه لأمه الثمن والباقي له ويحجب جميع الأقارب فلا يأخذوا شيء من الميراث ومن أراد التوسع في مسألة المشكل يرجع إلى كتب الفقه ولا بد أن يعلم أيضاً الفرق بين المشكل خلقة هذا الذي يتفاعل جنسياً مع أعضائه التي تتغلب عنده وبين من يغير جنسه بالعمليات الجراحية التي انتشرت في العالم كالرجال الذين يبدلون أعضائهم الذكرية بأنثوية رغبة منهم أن يُنْكَحوا مثل النساء أو نساء يغيرن أعضائهن الأنثوية بأعضاء ذكرية رغبة منهن أن يكن رجال, وناهيك عما يحدث من تزويجهم بعد تغيير الخلقة ولا فرق بين من يقصد تغيير خلقته لأجل الزواج بهذا المعنى وبين الزواج المثلي للمخنثين الذين تبجحوا بإعلان زواجهم في حفلات عرس ويتبجحوا بقولهم هذا ليس بزنا وإنما هو لواط ويفضلوه على دخول الجنة بكل بجاحة وجرأة على الدين, إن فكرهم هذا ليس بغريب على أناس مجاهدين في سبيل الشيطان، ثبت بأفعالهم استحقاقهم اللعن مرتين لعن على تخنثهم ولعن على لواطهم أليس الخسران الذي هم فيه عقوبة من الله الذي طردهم من رحمته, فالحمد لله أن أمثال هؤلاء تأخذ معهم الحدود الشرعية بولاة أمور فضلهم الله لقيادة وتطبيق شرعه وظهور حالات تخنث في بلد تطبق فيهم حدود الله لا يعيبها ولا يعيب أهلها فلم يعيب خلافة أبو بكر لما أُتى برجل قيل فيه يؤتى كما تؤتى النساء فأقام عليه الحد وهو في خير العهود فما بالكم بعهد مثل عهدنا غزت فيه الفضائيات وغيرها داخل البيوت بأفلام الخليعة وما يخدم هذه الأعمال القبيحة من دعاة لحرية الزواج المثلي ومحاولات تجميعهم والمناداة بالاعتراف بكيانهم وما هم عليه من فساد فُسد به بلاد غير إسلامية ويريدون أن يفسدوا به من يستجيب لأفكارهم وينهج نهجهم من بلاد الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ‘‘( [63]) والأمر بالفصل بين الصبيان والبنات من الصغر من أعظم طرق الوقاية من وقت مبكر لأن النوم عورة ولا يدري المرء ما يحدث له في نومه فقد يكون للصبي وضع لا ينبغي أن يطلع أحد عليه, وقد تتكشف عورة البنت أمام الصبي وهذا قد يوقع في مفاسد عظيمة, ولذا من حكمة الشريعة أن دعت إلى العزل في الأحوال التي قد يصدر فيها من المرء ما ليس له فيه إرادة, من وقت مبكر حتى يعتاد كلاً منهما أن يحفظ عورته من أن يطلع عليها غيره 6- نهي المرأة عن الملابس الكاشفة لعورتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا‘‘([64]) هذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع هذان الصنفان وهما موجودان وفيه ذم هذين الصنفين، الصنف الأول قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس يعني ظلماً وعدواناً والصنف الثاني نساء كاسيات عاريات معنى كاسيات عاريات تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها كمن تجعل فاصل بين ما تلبسه مما يوضع على جسمها العلوي وبين ما يوضع على الجزء الأسفل لتظهر من بطنها وظهرها ونحوه. كمن تكتسي مالا يسترها ، فهي كاسية ، وهى في الحقيقة عارية مثل من تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها ، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقتها مثل عجيزتها وساعدها ونحو ذلك، أو ألبسة قصيرة وقد ذكر شيخ الإسلام ([65]) أن لباس النساء في بيوتهن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما بين كعب القدم وكف اليد كل هذا مستور وهن في البيوت. أما إذا خرجن إلى السوق فقد علم أن نساء الصحابة كن يلبسن ثياباً ضافيات يسحبن على الأرض ورخص لهن النبي صلى الله عليه وسلم أن يرخينه إلى ذراع لا تزدن على ذلك، وأما ما أشتبه على بعض النساء من قول النبي صلى الله عليه وسلم ’’ لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ‘‘ ( [66]) وأن عورة المرأة بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة من أنه يدل على تقصير المرأة لباسها ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في ذلك حجة ولكنه قال ’’ لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ‘‘فنهى الناظرة، لأن اللابسة عليها لباس ضافي لكن أحياناً تكشف عورتها لقضاء الحاجة أو غيره من الأسباب فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولما قال النبي عليه الصلاة والسلام ’’ لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ‘‘ فهل كان الصحابة يلبسون إزراً من السرة إلى الركبة، أو سراويل من السرة إلى الركبة ؟! وهل يعقل الآن أن امرأة تخرج إلى النساء ليس عليها من اللباس إلا ما يستر ما بين السرة والركبة، هذا لا يقوله أحد، ولم يكن هذا إلا عند نساء الكفار، فهذا الذي فهمه بعض النساء من هذا الحديث لا صحة له، والحديث معناه ظاهر، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لباس المرأة ما بين السرة والركبة، فعلى النساء أن يتقين الله، وأن يتحلين بالحياء الذي هو من خلق المرأة والذي هو من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’ الحياء شعبة من الإيمان ‘‘( [67]) وكما تكون المرأة مضرب للمثل فيقال ’ أحيا من العذراء في خدرها‘ ولم نعلم ولا عن نساء الجاهلية أنهن كن يسترن ما بين السرة والركبة فقط لا عند النساء ولا عند الرجال فهل يردن هؤلاء النساء أن تكون نساء المسلمين أبشع صورة من نساء الجاهلية ؟!! والخلاصة أن اللباس شيء، والنظر إلى العورة شيء آخر، فلباس المرأة مع المرأة المشروع فيه أن يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل هذا هو المشروع، ولكن لو احتاجت المرأة إلى تشمير ثوبها لشغل أو نحوه فلها أن تشمر إلى الركبة، وكذلك إذا احتاجت أن تشمر الذراع إلى العضد فإنها تفعل ذلك بقدر الحاجة فقط، وأما أن يكون هذا هو اللباس المعتاد الذي تلبسه فلا. والحديث لا يدل عليه بأي حال من الأحوال، ولهذا وجه الخطاب إلى الناظرة لا إلى المنظورة، ولم يتعرض الرسول عليه الصلاة والسلام لذكر اللباس إطلاقاً، فلم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في هذا شبهه لهؤلاء النساء وأما محارمهن في النظر فكنظر المرأة إلى المرأة بمعنى أنه يجوز للمرأة أن تكشف عند محارمها ما تكشفه عند النساء، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق وما أشبه ذلك، ولكن لا تجعل اللباس قصيراً ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم ’’ مميلات مائلات ‘‘ مائلات زائغات عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظه كحفظ الفروج وغيره ومميلات يعلمن غيرهن فعلهن المذموم وقيل مائلات يمشين متبخترات، مميلات لأكتافهن وقيل مائلات إلى الرجال وقيل مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها وقيل مائلات يمتشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا. وقيل مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم ’’ رؤوسهن كأسنمة البخت ‘‘ أي يكبرنها ويعظمنها برفع الشعر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد نساءهم كاسيات عاريات على رؤسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات ‘‘( [68]) فلتنتبه المرأة حتى لا تقول إن زوجي يوافق على مظهري هذا أو هو يعجبه أن أكون ملفته للنظر أثناء توصيله ليّ الأسواق, فإن الشريعة رمت من هذه حالها باللعنة ويزاد ذمها إن تسببت في افتتان غيرها بها كما تذم الشريعة الرجل الذي يوصل نسائه وهن بهذه الملابس إلى دور العبادة, قال صلى الله عليه وسلم’’ خير البقاع المساجد و شر البقاع الأسواق ‘‘ ([69]) فكيف يكون الذم لأماكن الشر والاختلاط والمعاكسات عندما يفتتن الآخرين بهذا التبرج والسفور إن في عصر مثل عصرنا الذي سهل فيه الشيطان بمكره ومكر أوليائه، التعري واتبعه العصاة للفجور وفشي التبرج والسفور وكثروا انفلات البصر والنظر المحرم، وروجوا مجلات الخنا وأفلام الدعارة والفحش، مما أدى إلى الرغبة في الفحش فسافروا إلى بلاد الفجور والفسق والعري والإباحية التي بها أسواق تعرض الدعارة لتفريغ شهواتهم ثم أمثال هؤلاء في عودتهم لبلادهم لا يتورعون في انتهاك الأعراض بالاغتصاب أو بالتراضي, وهذا يجعل كل امرأة تحفظ نفسها بحجابها حتى لا تكون هدف لهؤلاء الذين لا يهمهم أن يضيع معهم شرفها وشرف أسرتها إن كانت هي السبب بملابسها العارية الشفافة الضيقة قد أثارت بمظهرها هذا شهوة أحد الفجرة فتعدى عليها وضيع سمعتها وقد يكون هذا عقاب من الله لها لأنها أغضبته عليها لتعريها 7- نهي المرأة عن الخروج متطيبة نهت الشريعة عن خروج المرأة متطيبة ولو كان خروجها لمكان العبادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة ‘‘( [70]) لأن الطيب محبوب للرجال والنساء وهو من دواعي النكاح والطيب أخص الذات بالنفس ومباشرة النساء وألذ الأشياء بالنسبة إلى البدن, لذا ينبغي أن تكون هذه الأمور بين الزوجين لأنها تتضمن حفظ الصحة وبقاء النسل المستمر لنظام الوجود وقد يكون هذا سبب حب النبي صلى الله عليه وسلم للنساء رغم إن معاملة النساء أصعب من معاملة الرجال لأنهن أرق ديناً وأضعف عقلاً وأضيق خلقاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:’’ إنما حُبِّبَ إلـيَّ من دنياكم النساء والطيب ‘‘([71]) وبمعرفة الأمور السابقة التي تعين المسلم في المحافظة على عورته يتكون لديه وقاية يدفع بها الانحراف الخلقي وتجعله يسعى لغض بصره عن عورات الآخرين فيقي نفسه من ثوران شهواته حفظ المرء نفسه عن عورات الآخرين إن حفظ المرء لنفسه من عورات الآخرين يتطلب الآتي: غض البصر, حذر الأقرباء من الدخول على النساء, النهي عن الخلوة, النهي عن لمس المرأة, النهي عن البيات عند غير المحارم, منع الدخول على المغيبة, الابتعاد عن الزنا, الزواج لمن قدر عليه قالَ الله تعالى{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } [النور 30] {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } [النور 31] فالله سبحانه قد أمر بغض البصر ، وهو نوعان: غض البصر عن العورة ، وغضه عن محل الشهوة من حرص الشريعة على الوقاية من إثارة الشهوات أمرت المسلم رجلاً كان أو امرأة بغض البصر عن عورة غيره كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ‘‘ ( [72]) وقال صلى الله عليه وسلم ’’لا ينظر الرجل إلـى عُرْيَةِ الرجلِ، ولا تنظر المرأة إلـى عُرْيَةِ الـمرأةِ ‘‘( [73]) قال صلى الله عليه وسلم ’’لا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت ‘‘ ( [74]) ويتأكد غض البصر في الطرقات فعن أبي سعيد الخضري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’ إياكم والجلوس بالطرقات قالوا يا رسول الله ، ما بد لنا من مجالسنا نتحدث فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال غض البصر، وكف الأذى ‘‘( [75]) ويتأكد غض البصر بصرفه بعد نظرة الفجأة استثنت الشريعة نظر الفجأة لأن المرء لا يستطيع أن يمنع نفسه منها لكنه يستطيع أن يصرف بصره عقبها ولذا أمرته الشريعة بصرف بصره بعد النظرة الأولى, فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال ’’ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة قال اصرف بصرك ‘‘( [76]) لا تنظر مرة ثانية واصرف بصرك لأن الأولى إذا لم تكن بالاختيار فهو معفو عنها، ونهت الشريعة عن إدامت نظرة الفجأة أيضاً فإن أدام النظر أثم, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة ‘‘ ( [77]) فالمرء لا يتتبع النظرة فلا يعقبها بنظرة أخرى بعد الأولى فإن له النظرة الأولى إذا كانت من غير قصد, وليست له الآخرة لأنها باختياره فتكون عليه وبينت الشريعة العلة من غض البصر وعدم تتابع النظر أنه خير للمسلم كما أعقب الله تعالى الأمر بغض البصر بقوله تعالى { ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ } [النور 30] لأن القلب قد يحوزها ويُغلب عليها حتى يرتكب ما لا يحسن, كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ’’الإثم حواز القلوب وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع‘‘( [78]) حواز جمع حازة وهي الأمور التي تحز في القلوب وتحك وتؤثر وتتخالج فيها مما تجعل للشيطان مطمع في دفعه المرء للعمل بها, ولهذا كانت وقاية المرء في استجابته للشريعة المرأة يستشرفها الشيطان إذا خرجت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ‘‘( [79]) جعل المرأة نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحي منها كما يستحي من العورة إذا ظهرت، والعورة السوءة وكل ما يستحي منه إذا ظهر والمرأة عورة لأنها إذا خرجت استشرفها الشيطان أي زينها في نظر الرجال ونظر إليها ليغويها ويغوى بها والأصل في الاستشراف رفع البصر للنظر إلى الشيء وبسط الكف فوق الحاجب والمعنى أن المرأة يستقبح بروزها وظهورها فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها، ويغوي غيرها بها ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة. ويراد بالشيطان أيضاً شيطان الإنس من أهل الفسق سماه به على التشبيه وأخبر صلى الله عليه وسلم’’ أن المرأة تقبل في صورة شيطان‘‘( [80]) شبهها بالشيطان في صفة الوسوسة والإضلال، فإن رؤيتها من جميع الجهات داعية للفساد فإنه يضمر ما في نفسه وفي المرأة الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والتلذذ بالنظر إليهن وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له. ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج إلا لضرورة ولا تلبس ثياباً ملفتة للنظر ولذا ينبغي على المسلم الإلمام بأحكام النظر إلى العورات والنظر إل المحارم والنظر إلى غير المحارم والتي هي على النحو التالي 1- تحريم نظر الرجل إلى عورة الرجل، والمرأة إلى عورة المرأة، وهذا لا خلاف فيه 2- نظر الرجل إلى عورة المرأة، والمرأة إلى عورة الرجل حرام بالإجماع، وهذا التحريم في حق غير الأزواج ( [81]) أما نطر الزوجان لعورة بعضهما فلكل واحد منهما النظر إلى عورة صاحبه جميعها ( [82]) كأخته وعمته وخالته برضاع أو مصاهرة كأم الزوجة وبنتها وزوجة ابنه, فنظر الرجل إلى محارمه ونظرهن إليه فالصحيح أنه لا يحل إلا ما يظهر في حال الخدمة والتصرف نظر الرجل إلى المرأة ونظر المرأة إلى الرجل أما نظر الرجل إلى المرأة فحرام في كل شيء من بدنها، فكذلك يحرم عليها النظر إلى كل شيء من بدنه، سواء كان نظره ونظرها بشهوة أم بغيرها( [83]) لأنه يخاف ثورانها، فإن الذريعة إلى الفساد يجب سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرما تنبيه يحذر ممن يقول بجواز النظر إلى المرأة الأجنبية وعورتها من المرآة ويعللون بأنه إنما ينظر إلى خيال فإن هذا القول ترتب عليه ما هو أشد إفساداً, ترتب عليه ما أمس بحياة شبابنا اليوم وواقعهم وهم ينتقلون من النظر إلى الصور الخلاعية في التلفزيون والسينما والمجلات إلى مشاهدة صور متحركة لفعل الفحش بل مقاطع وأفلام خليعة كاملة في التليفون المحمول ويتناقلونها عبر البلوتوث ويُرسل ويٌستقبل منها في لحظات كم كبير يتقلب في مشاهدته, فهل يعقل أن يقال أن مشاهدي الخليعة إنما ينظرون إلى خيال وكل ذي عقل ولب حتى غير المسلم يعلم يقينا أن هذه الصور من أشد الأنواع المثيرة لشهوة الشباب وغرائزهم ، بحيث أنهم لا يجدون بعد ذلك سبيلا إلى إطفائها إلا بارتكاب المحرم لأن النفس بعد مشاهدة الخليعة تطلب الزنا وإذا طلبت تبعها القلب فزنا النفس تمنيها واشتهاؤها وقوع الزنا الحقيقي والفرج يصدق ذلك ويكذبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’زنا العينين النظر وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ‘‘( [84]) وكثيراً ما يحدث عند مشاهدي الخليعة من تطبيق ما شاهدوه ومع زوجاتهم ثم إن تحرك الخير في أحدهم يسأل عن حكم الأوضاع التي يأتي بها أو تأتي بها زوجته وهذا الذي يكون قد تدارك نفسه, أما غيره فغالباً ما تسبب لهم من مشاهدة الخليعة الفتور الجنسي فغدوا يحتاجون معها مثيرات أخرى أو منشطات لتحركهم من البرود دون جدوى, بالمقارنة مع أصحاب الطاعة الذين يحفظون أنفسهم من مشاهدة الخليعة فإن بطاعتهم لله تجد القادر يتزوج من النساء أربع ويشبع رغباتهن جميعاً ورغباته, لأن أهل الطاعة يتمتعون بأقل ما يكون من زوجاتهم, كهذا الرجل الذي وطء امرأته قبل أن يكفر عن ظهاره وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن مخرج فقال له ’’ وما حملك على ذلك يرحمك الله قال رأيت خلخالها في ضوء القمر قال فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله به ‘‘( [85]) شاهد خلخال في رجل امرأته فثارت شهوته فوطئها, ومشاهدوا الخليعة لم يتركوا مشاهد وطء إلا شاهدوها حتى جماع أمثالهم بالحيونات وما زادهم ذلك إلا فتوراً علاوة على ما أصابهم من ضعف جنسي يجعل أحدهم غير قادر على أعطاء الزوجة الواحدة حقوق الفراش وحتى يحفظ المسلم نفسه من هذا الفتور والضعف الجنسي ويكون كهذا الرجل الذي يتمتع بأقل ما يكون من امرأته, عليه أن لا ينظر لغير زوجته وإن وقع نظره على امرأة فليرجع إلى زوجته ليواقعها حتى لا يترك شيء في نفسه كما فعل رسول الله الرجل إذا وقع نظره على امرأة فأعجبته فليأتي زوجته ’’رأى رسول الله امرأة فأعجبته ، فأتى سودة وهي تصنع طيباً وعندها نساء، فأخلينه، فقضى حاجته، ثم قال أيما رجل رأى امرأة تعجبه فليقم إلى أهله, فإن معها مثل الذي معها ‘‘ ( [86]) فالعينان تزنيان بالنظر فالنظر سهم مسموم من سهام إبليس فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ’’ العينان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني ‘‘([87]) وقال صلى الله عليه وسلم:’’ كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه‘‘( [88]) وفي رواية ’’ والرجلان تزنيان فزناهما المشي والفم يزني فزناه القبل ‘‘( [89]) معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه، فقد يحقق الزنا بالفرج، وقد لا يحققه بأن لا يولج الفرج في الفرج وإن قارب ذلك أو استمنى وكل هذا يتحقق في مشاهدة الخليعة ويكون هذا نصيبه من الزنا وقد يكون من الحظ مقدمات الزنا من التمني والتخطي والتكلم لأجله والنظر واللمس والتخلي. ( [90]) والشهوة والميل إلى النساء تكون بالعينين والقلب والفرج فالكل يجد لذة الزنا سميت هذه الأشياء باسم الزنا، لأنها مقدمات له مؤذنة بوقوعه. ونسب التصديق والتكذيب إلى الفرج لأنه منشؤه ومكانه الذي يصدقه بالإتيان بما هو المراد منه أو يكذبه بالكف عنه فإن فُعل بالفرج ما هو المقصود من ذلك فقد صار الفرج مصدقاً لتلك الأعضاء، وأن ترك ما هو المقصود من ذلك فقد صار الفرج مكذباً ولذا ينبغي على المسلم أن يحفظ نفسه من كل هذا, لأن الله تعالى{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } [غافر 19] وسيحاسبه على ما يصدر منه فالله تعالى يقول{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [الإسراء 36] النهي عن وصف المرأة غيرها لزوجها كأنه ينظر إليها من وقاية الشريعة للمرأة أنها نهتها عن وصف غيرها من النساء لزوجها حتى لا يؤدي ذلك إلى إعجاب الزوج بالموصوفة فيسعى لتحصيلها إما بالحرام وإما بالحلال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ‘‘( [91]) لا تباشر المرأة المرأة والمباشرة بمعنى الملامسة، وأصله من لمس البشرة البشرة، والبشرة ظاهر جلد الإنسان فتنعتها أي فتصف نعومة بدنها ولينة جسدها كأنما ينظر إليها فيتعلق قلبه بها ويقع بذلك فتنة, والأقبح إذا كان مع النظر لمس فتنظر إلى ظاهرها من الوجه والكفين وتجس باطنها باللمس وتقف على نعومتها وسمنتها فتنعتها وهذا الحديث أصل في سد الذرائع، فإن الحكمة في هذا النهي خشية أن يعجب الزوج بالوصف المذكور فيفضي ذلك إلى الافتتان بالموصوفة وتطليق الواصفة ثانياً: غض البصر عن محل الشهوة أمرت الشريعة بغض البصر وهذا يشمل غض البصر المباشر للعورات كما تقدم, ويشمل غض البصر عن محل الشهوة مما ليس بعورة كالأمرد, وغض البصر عن صور المجون التي هي محل جامع للشهوات غض البصر عن صور الخليعة التي تثير الشهوة عند الرجال والنساء من أعظم ما يحتاج غض النظر عنه ما يبث من إثارة لشهوات الرجل والمرأة في أفلام الخليعة والأفلام المدبلجة التي تموع الدين, وصور المجون في مجلاتها وخطورة مشاهدة هذه الشرور أنها تُكون عند من يشاهدها رغبة ملحة في الوصول إلى الفعل الشنيع بكل اشتياق ولهفة, لما لها من غي على الفروج الذي تخوف علينا منه النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ أنما أخشى عيكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى‘‘( [92]) إن ما تخوفه النبي صلى الله عليه وسلم أصبح بيّن عند من سمحت نفسه بمشاهدة صور الخليعة سواء كانت صوراً ثابتة أو متحركة, وكثيراً ما يجد الرجل في مشاهدة أفلام الخليعة نساء أجمل من زوجته والجمال يغير قلبه وعقله، وقد يذهله ما رآه بما يحصل في نفسه من الهوى. كما فعلت النسوة لما رأين يوسف {قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا} [يوسف] والآن تحدث أمور فظيعة مع توفر أجهزة الجوالات الحديثة وما يخزن فيها من أفلام كاملة للخليعة إن مشاهدة أفلام الخليعة وشيوعها يترك آثارا وأضرارا تشيب منها الرؤوس وتقشعر منها الأبدان ويشتت بها القلب وتمرضه إن لم تمته وعندما يموت القلب يقوم ببث ونشر فساده فلا يكتفي أن يشاهد هو الرذيلة ولكن يقوم بإرسالها إلى غيره ويدعوهم للعمل بما جاء فيها ونتيجة فعله هذا أنه يعاقب على مشاهدته لها ويعاقب على مشاهدة كل من أرسل إليهم وشاهدوها مثل عقابهم على مشاهدتها يقول تعالى {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ } [النحل 25 ] يحملوا آثامهم الخاصة بهم وهي آثام ضلالهم كاملة لم ينقص منها شيء فلا يخفف من عذابهم شيء بل يوصل إليهم بكليته ويحملوا مثل أوزار من ضل بإضلالهم كاملة لأن المضل والضال شريكان هذا يضله وهذا يطاوعه فيتحاملان الوزر وللضال أوزار زائدة وهي أوزار الذين يضلهم, فيعاقب عقاباً مساوياً لعقاب كل من اقتدى به علاوة على العقاب على وزرهم وكثيراً ما يقوم من أرسلت له الخليعة بإرسالها إلى غيره, وغيره يرسلها إلى غيره, فيعاقب كل من أرسل فساداً بمثل عقوبة كل من تسبب في مشاهدتهم جميعاً, قال صلى الله عليه وسلم’’ أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليها وعمل بها فعليه مثل أوزار الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً ‘‘( [93]) وقد يقوم من وصلت له خليعة بتنفيذ مثلها بالفعل وربما كان تطبيقه لهذه الخليعة مع محارمه فكم تكون عاقبة أمره, يقول تعالى {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْـئَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِياٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} [ العنكبوت 13] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ من سن سنة شر فاتبع عليها كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئا ‘‘( [94]) وأي شر أشر من مجاهرته بهذا الفساد الذي يتباهى ويجاهر به في نشره وهو يشيع الفاحشة بين أبناء المسلمين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’كل أمتي معافى إلا المجاهرين‘‘ ( [95]) وقال تعالى{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [النور 19] فبينت الشريعة أن الذين يريدون ويقصدون أن تنتشر الخصلة المفرطة في القبح وهي الزنا ويشيع خبرها بين الناس لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة وقد تحقق عذاب الله في الدنيا لرجل كان يقوم ببث أفلام الخليعة من خلال استقبالها من قنوات مشفرة ثم يقوم هو ببثها للغرف التي يسكنها زملائه المغتربين في العمل في سرية, فمات في الحمام ولم يعلم بموته إلا بعد أيام من انتشار رائحته, وكان ذلك قبل انتشار الفضائيات التي تولت هي نشر الخليعة, وفي نفس الوقت رجل آخر كان أثناء عمله بإحدى الدول العربية يقوم بنشر أفلام الخليعة بين زملائه بالعمل فرجع بلده ليقابل عذاب الله له الذي بدأ بطلب زوجته الطلاق فتدمر البيت بطلاقها وأبنائه في الجامعة مشردين الآن لا مع أبيهم ولا أمهم وضاعت أمواله التي جمعها من الغربة والله أعلم بنهايته{ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [الفجر 14] فلينتبه المسلم ويخشى على نفسه أن يكون من الذين استهانوا بالخليعة والصور القبيحة وهم يشيعونها بين أبناء المسلمين ويهدونها لمن يعرفونهم ومن لا يعرفون وهم لا يستجيبوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم’’ لا تؤذوا عباد الله ‘‘( [96]) ولا يحذروا عذاب الله لأن {الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ ص26 ] غض النظر إلى الأمرد بشهوة الأمرد هو الشاب طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لِحْيَتُهُ أو غلام لا شعر على لحيته وهو غلام فيه حسن ولا يقال امرأة مرداء إن كان فيها حسن ولكن يقال امرأة حسناء النظر إلى الأمرد ثلاثة أقسام: أحدها ما يقرن به الشهوة فهو حرام بالاتفاق الثاني ما يجزم أنه لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن وابنته الحسنة وأمه, فهذا لا يقرن به شهوة إلا أن يكون الرجل من أفجر الناس ومتى اقترنت به الشهوة حرم وعلى هذا من لا يميل قلبه إلى المرد كما كان الصحابة, وكالأمم الذين لا يعرفون هذه الفاحشة, فإن الواحد من هؤلاء لا يفرق بين هذا الوجه وبين نظره إلى ابنه وابن جاره وصبي أجنبي، ولا يخطر بقلبه شيء من الشهوة لأنه لم يعتد ذلك وهو سليم القلب الثالث النظر إليه بغير شهوة لكن مع خوف ثورانها فلا يجوز, كالنظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز وإن كانت الشهوة منتفية، لكن لأنه يخاف ثورانها, ولهذا حرمت الخلوة بالأجنبية لأنها مظنة الفتنة ( [97]) فالصحيح أنه يحرم على الرجل النظر إلى وجه الأمرد إذا كان حسن الصورة، سواء كان نظره بشهوة أم لا، سواء أمن الفتنة أم خافها( [98]) والمرد الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزمنة التي يخاف فيها الفتنة بهم إلا بقدر الحاجة، فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج ولا من الجلوس في حمامات السباحة بين الأجانب، ولا من رقصه بين الرجال، ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس، والنظر إليه كذلك العلة في النهي عن النظر للأمرد لأنه في معنى المرأة فإنه يشتهى كما تشتهى وصورته في الجمال كصورة المرأة، بل ربما كان كثير منهم أحسن صورة من كثير من النساء، بل هم في التحريم أولى لمعنى آخر، وهو أنه يتمكن في حقهم من طرق الشر ما لا يتمكن من مثله في حق المرأة فالنظر بالشهوة حرام على كل أحد غير الزوجة حتى يحرم على الإنسان النظر إلى أمه وبنته بالشهوة وكل ما ذكرناه في هذه الرسالة من تحريم النظر هو فيما إذا لم تكن حاجة، أما إذا كانت حاجة شرعية فيجوز النظر كما في حالة التطبب والخطبة والشهادة ونحو ذلك، ولكن يحرم النظر في هذه الحال بشهوة، فإن الحاجة تبيح النظر للحاجة إليه، وأما الشهوة فلا حاجة إليها. وإطلاق النظر أو تكراره أو أدامته إلى صور النسوان والمردان لا يكون إلا بشهوة وهذا حراماً بلا ريب، سواء كانت شهوة تمتع بنظر الشهوة أو كان نظراً بشهوة الوطء والنفس تحب النظر إلى هذه الصور لا سيما النفوس التي تبحث عنها وتبذل للتطلع والوصول إليها ولو أدى ذلك للتقاتل على المردان كما يحدث في أماكن التجمعات المغلقة ولهذا يخشى على التائبين من المعاصي من اختلاطهم بأمرد, قال بعض التابعين ما أنا على الشاب التائب من سبع يجلس إليه بأخوف عليه من حدث جميل يجلس إليه, فإن للمرد فتنة كفتنة العذارى فيتعلق القلب بهم غراماً وعشقا إلى أن يصير عبداً، فيبقى القلب عبداً لمن لا يصلح أن يكون أخاً ولا خادماً، وهذا إنما يبتلى به أهل الإعراض عن الإخلاص لله إمام أهل الحديث عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي داود أصله من سجستان، كتب من تاريخ الخطيب هو وأبوه كان إمام الحديث أحمد بن صالح يمتنع على المُرْد من رواية الحديث لهم تعفّفاً وتنزهاً ونفياً للمظنة عن نفسه، وكان أبو داوود يحضر مجلسه ويسمع منه، وكان له ابن أمرد يحب أن يسمع حديثه وعرف عادته في الامتناع عليه من الرواية فاحتال أبو داود بأن شد على ذَقَن ابنه قطعة من الشعر ليتوهم أنّه ملتحٍ ثمّ أحضره المجلس وأسمعه جزءاً، فأُخبر الشيخ بذلك فقال لأبي داود: أمثلي يُعمل معه هذا؟ فقال له: أيّها الشيخ لا تنكر عليّ ما فعلته واجمع أمردي هذا مع شيوخ الفقهاء والرواة فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرسْهُ حينئذ من السماع عليك، فاجتمع طائفة من الشيوخ فتعرض لهم هذا الأمرد مطارحاً وغلب الجميع بفهمه ولم يروِ له الشيخ مع ذلك من حديثه شيئاً وحصل له ذلك الجزء الأوّل وكان ليس إلاّ أمرد يفتخر بروايته ( [99]) وهذه القصة تبين لبعض أصحاب الفكر الهدام الذين ينالون من الدين وأهله, أن رجال الدين الإسلامي ليسوا كغيرهم من رجال الأديان الأخرى, بعد أن أبدى أول رجل من أصحاب المكانة الدينية في قومه بالمجاهرة بشذوذه الجنسي رغبته بالزواج من رفيقه في حال تم السماح قانونا باقتران المثليين في بلدته التي يعيشان فيها, رغم بلوغه من العمر 56 عاما، وهو أب لولدين من زواج سابق، ويعيش مع صديقه منذ حوالي 14 عاما, ليتبين حال أهل العلم لديننا الإسلامي في سد الذرائع من المردان ولو كانوا نبغاء في العلم فوقاية الناس من الافتتان بهم يقدم على مشاعرهم واحتياجهم لمصالحهم فدرأ المفاسد وخاصة عن جمع من الناس يقدم على جلب المصالح الخاصة وقد روى الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ’’ أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره ‘‘ هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مزوج بتسع نسوة, والوفد قوم صالحون، ولم تكن الفاحشة معروفة في العرب وقد روي عن المشائخ من التحذير عن صحبة الأحداث ما يطول وصفه وليس لأحد من الناس أن يفعل ما يفضي إلى هذه المفاسد المحرمة، وإن ضم إلى ذلك مصلحة من تعليم أو تأديب, فإن المردان يمكن تعليمهم وتأديبهم بدون هذه المفاسد التي فيها مضرة عليهم، وعلى من يصحبهم، وعلى المسلمين بسوء الظن تارة, وبالشبهة أخرى, بل روي أن رجلاً كان يجلس إليه المردان، فنهى عمر رضي الله عنه عن مجالسته. ولقي عمر بن الخطاب شاباً فقط شعره, لميل بعض النساء إليه, مع ما في ذلك من إخراجه من وطنه, والتفريق بينه وبين أهله ( [100]) والأخذ بنهج السلف في التعامل مع المردان ضروري الآن مع غزو وانتشار أفلام الخليعة التي أدت إلى إعجاب الشاب بشاب مثله أو برجل أو بغلام من جنسه أعجاب بلغ محبة عشق له سواء كان معلمه أو تلميذه أو صحبه كما يحدث في وصف المردان وعشقهم، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك, وتهييج ذلك في القلوب. وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام وهذه الأفلام تصف المردان بهذه الصفات، وترغب في الفواحش بما يسمع مع المشاهد من أقوال ومنكرات تخرج القلب السليم وتعمي القلب السقيم وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم ويحدث أيضاً من البنات والنساء محبة العشق وقد لا يتوفر جمال وحسن عند عشاقهم فإن تقدير الجمال المترتب عليه خوف الفساد أمر نسبي ، فكم من أمة سوداء تكون جميلة الأعضاء والتكوين بحيث يفتتن بها البيض ، ثم إنها قد لا تكون كذلك عند هؤلاء ، ولكنها جميلة عند بني جنسها من السود . فالأمر غير منضبط غض البصر عن الصورة التي نهي عن النظر إليها كالمرأة والأمرد الحسن يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر: الفائدة الأولى حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله فإن ’’ ما ترك عبد لله أمرا لا يتركه إلا لله إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه ‘‘( [101]) الفائدة الثانية يورث نور القلب والفراسة، قال تعالى عن قوم لوط {لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } [ الحجر 72] ، فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب، بل جنونه فالله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله فمن غض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنس عمله بما هو خير منه, فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة ونحو ذلك مما يُنَالُ ببصيرة القلب. الفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته، فيجعل الله له سلطان النصرة مع سلطان الحجة، فإن الرجل الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله, ولذا يوجد في المتبع لهواه من الذل ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه، قَالَ الله تَعَالَى: { يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [ المنافقون 8 ] يأبى الله إلا أن يذل من عصاه. ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ’’ إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ‘‘( [102]) أهل الفواحش الذين لا يغضون أبصارهم ولا يحفظون فروجهم وصفهم الله بصفات كلها قبح منها الجهل فقال عن قوم لوط{ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }[ النمل 55] وبالسكرة وَالْعَمَه فقال { لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }[ الحجر 72 ] وعدم الرشد فقال { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ }[ هود 78 ] وطمس الأبصار فقال { لَطَمَسْنَا على أَعْيُنَهُمْ } [ يس 66 ] والفسوق والسوء فقال { إنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } [ الأنبياء 74 ] والإسراف فقال { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ } [ الأعراف 81 ] والأجرام فقال { فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } [ النمل 69 ] والفحش والفساد فقال { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ } [ العنكبوت 29 ] بل قد ينتهي النظر والمباشرة بالمرء إلى الشرك كما قال { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة 165] وهاهم في أغانيهم الاعتراف الصريح بعبادة المحبوب كما في كلمات أغنية والمغنية تقول لمن تعشقه [ أنا أعبدك ] ولهذا لا يكون عشق الصور إلا من ضعف محبة الله وضعف الإيمان والله تعالى ذكر العشق في القرآن عن امرأة العزيز المشركة وعن قوم لوط المشركين, والعاشق يصير عبداً لمعشوقه منقاد له أسير القلب له أخبرتعالى عن أمر لقمان ابنه بالغض من صوته{ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ } [ لقمان 19 ] فإن الغض في الصوت والبصر جماع ما يدخل إلى القلب ويخرج منه فبالسمع يدخل القلب وبالصوت يخرج منه كما جمع العضوين في قوله { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ } [ البلد 9 ] فبالعين والنظر يعرف القلب الأمور، واللسان والصوت يخرجان من عند القلب الأمور هذا رائد القلب وصاحب خبره وجاسوسه وهذا ترجمانه والشريعة سداً للذريعة عن كل ما يثير الشهوات صوت كان أو صورة نهت عنه و{ ذَلِك أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ } [ النور 30 ] لأن السماع يورث بعض النفاق في قوم والعناد في قوم والتكذيب في قوم والفجور في قوم، وأكثر ما يورث, عشق الصور واستحسان الفواحش وإدمانها ويثقل القرآن على القلب من مكايد الشيطان عدو الله ومصايده، التي كاد بها, سماع الغناء بالآلات المحرمة، الذي يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقة غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسنه لها مكراً منه وغروراً، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجوراً والآن الغناء الذي هو في الأصل حرام تطور فلم يكتفوا فيه بفتنة الصوت والكلمات المثيرة ليكون بالفيديو كليب لتنزع المغنية منهم ثيابها قطعة قطعة فيتعرون للمشاهدين مما أدت الفتنة بهم لإفساد الرجال على نسائهم وأصبح هذا المستهدف, صرف الرجال عن نسائهم, فالرجل غدا لا يرى جمال إلا في الفنانة أو الراقصة الفلانية وزهد الرجال في نسائهم وكثر الطلاق بينهم, وهذا كله يدمر الحياة الزوجية فتنهار الأسر وتضيع القيم في المجتمع 2- حذر الأقرباء من الدخول على النساء من وقاية الشريعة للمرء من الإفتان بغيره أنها نهت عن دخول الرجال على النساء فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ’’ إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو قال الحمو الموت ‘‘([103]) الحمو هو أبو الزوج وفي أعراف بعض البلاد يكون للزوجة حماها وفي المعنى الشرعي أيضاً من أدلى به أبو الزوج كالأخ والعم وابن العم ونحوهم وهم المراد هنا ويقصد أقارب الزوجة أيضاً ونحوهم ممن ليس بمحرم . وعادة الناس التساهل فيه كمن يخلو بامرأة أخيه فهذا هو الموت وهو أولى بالمنع من الأجنبي وكراهية دخول هؤلاء على النساء لأن الخوف منهم أكثر من غيرهم والشر يتوقع منهم والفتنة أكثر لتمكنهم من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليهم بخلاف الأجنبي والمعنى فليمت ولا يفعلن ذلك فإن الخلوة بأحد هؤلاء قد تؤدي إلى هلاك الدين إن وقعت المعصية، أو إلى الموت إن وقعت المعصية ووجب الرجم، أو إلى هلاك المرأة بفراق زوجها إذا حملته الغيرة على تطليقها من وقاية الشريعة للمرء من الإفتان بغيره أنها نهت عن الخلوة بين الرجل والمرأة التي ليست من محارمه ونهته أن يسافر بها, فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ’’لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم ‘‘( [104]) ’’ ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم ‘‘( [105]) وقال اللَّه تعالى {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ } [الأحزاب 53] والنهي عن الخلوة بالأجنبية وعن السفر بها لأنها مظنة الفتنة ، والأصل أن ما كان سببا للفتنة فإنه لا يجوز, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’لا يدخل رجل على امرأة ولا يسافر معها إلا ومعها ذو محرم ‘‘( [106]) لما يبثه الشيطان في قلب كلاً منهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ‘‘( [107]) من وقاية الشريعة للمرء من الإفتان بغيره أنها نهت الرجل عن لمس المرأة التي ليست من محارمه وكذا نهت المرأة عن لمس الرجل الذي ليس من محارمها, وبينت أن شك المسلة أو الإبرة في الرأس خيراً للمرء من الملامسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ‘‘( [108]) فلينتبه الرجل والمرأة وليحذرا من الملامسة وخاصة المصافحة التي يتهاون فيها الجميع فليتركها أسلم له ولو قال المرء أضع حائل على يدي من القماش أو غيره 5- النهي عن البيات عند غير المحارم من وقاية الشريعة للمرء من الإفتان بغيره أنها نهت الرجل عن البيات عند امرأة غير محارمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب إلا أن يكون ناكحاً أو ذا محرم ‘‘([109]) ومعناه لا يبيتن رجل عند امرأة إلا زوجها أو محرم لها, وخص الثيب لكونها التي يدخل إليها غالباً. وأما البكر فمصونة متصونة في العادة مجانبة للرجال أشد مجانبة فلم يحتاج إلى ذكرها ولأنه من باب التنبيه، لأنه إذا نهى عن الثيب التي يتساهل الناس في الدخول عليها في العادة فالبكر أولى. والآن كثر من يسافر لبلد أخرى يدرس فيها, ولم يقيم في السكن الجامعي, ويسكن مع أسرة أو أرملة كبيرة كانت أو صغيرة في شقة واحدة, وناهيك عن مآسي كلا الطرفين, فإنها محزنة وضرها أعظم من العائد لصاحب الشقة, سواء مادي أو مؤانسة لضياع الوحشة, أو أن المرء النزيل يجد راحة خدمة وغيرذلك, فكم من النساء التي وقعت في الحرام جراء ذلك وكم من شاب ضاع مستقبله بسبب هذه السكنة وتزداد المصيبة إذا كان السكن لدى أسرة غير مسلمة وعرض للتنصير, وبعد الخسران ينتبه للحكمة الشرعية في نهيها المرء عن البيات عند غير محارمه المحرم هو كل من حرم عليه نكاحها تحريم دائم كالأم والجدة والابنة والخالة والعمة وأم الزوجة وابنة الزوجة وبنت الأخت وبنت الأخ فكل هؤلاء محارم الرجل أما أخت الزوجة وعمتها وخالتها فليسوا محارم لأن تحريم نكاحه منهن مؤقت وليس دائم أما محرم المرأة فأبوها وجدها وأبنها وابن زوجها وأبو زوجها وابن أخيها وابن أختها وعمها وخالها من وقاية الشريعة للمرء من الإفتان بغيره أنها نهت الرجل عن الدخول على المغيبة التي غاب زوجها عن منزلها سواء غاب عن البلد بأن سافر أو غاب عن المنزل وإن كان في البلد, لقوله صلى الله عليه وسلم” لا تدخلوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ‘‘([110]) وكان أبو بكر رضي الله عنه تزوج أسماء بنت عميس بعد جعفر بن أبي طالب فأقبل داخلاً على أسماء فإذا نفر جلوس في بيته فرجع إلى نبي الله وأخبره, فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ” أن نفراً من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان ‘‘([111]) وقال عمر بن الخطاب ’’ لا يدخل رجل على مغيبة فقام رجل فقال إن أخاً لي أو ابن عم لي خرج غازيا وأوصاني بأهله فأدخل عليهم فضربته بالدرة ثم قلت ادن كذا ادن دونك وقم على الباب لا تدخل فقل ألكم حاجة أتريدون شيئا ‘‘([112]) وكل هذه النصوص التي وردت تبين أن الشريعة الإسلامية تمنع اختلاط الرجال بالنساء الذي هو سبب لكثرة الفواحش والزنا وقد جبل الرجال على الميل إلى النساء ، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين ، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيئ ، لأن النفوس أمارة بالسوء ، والهوى يعمي ويصم ، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر فالإسلام يحرم جميع الأسباب والطرق ، وكل الدواعي والمقدمات التي تؤدي للوقوع في الفاحشة حتى في أماكن العبادة كالصلاة التي يشعر المصلي فيها بأنه بين يدي ربه بعيدا عما يتعلق بالدنيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ‘‘ وما ذاك إلا لقرب أول صفوف النساء من الرجال فكان شر الصفوف ، ولبعد آخر صفوف النساء من الرجال فكان خير الصفوف, فإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن عن مخالطة الرجال وذم أول صفوفهن لعكس ذلك وكل هذه الأحاديث صريحة في تحريم الأسباب المفضية إلى الاختلاط بين الرجال والنساء فقد حرمت الدخول على الأجنبية والخلوة بها ، وتحريم سفر المرأة بلا محرم ، وتحريم النظر العمد من أي منهما إلى الآخر ، وتحريم دخول الرجال على النساء حتى الأحماء ، وهم أقارب الزوج ، وتحريم مس الرجل بدن الأجنبية ، كل هذا من حرص الشريعة على التباعد بين الرجال والنساء وعدم الاختلاط بينهم ([113]) ولذا ينبغي الحذر من الاختلاط في دور التعليم والجامعات في بلاد المسلمين والذي سلمت منه بعض بلاد المسلمين منها بلاد الحرمين زادها الله تمسكا بشرعه فسلمت من الآثار السلبية للاختلاط ، والتي تعاني منها جُّل البلاد التي يوجد بها الاختلاط إسلامية كانت أو غير إسلامية فهناك دراسات في بلاد ممن تعاني من الاختلاط أكدت أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً بالحرام بالرضا أو الإكراه ، ثم الحمل منه ، ثم الإجهاض أو ولادة الأطفال اللقطاء ، ثم الانحرافات السلوكية لهؤلاء الأطفال ، ثم الجرائم العدوانية لهم كبارا ، وهكذا في سلسلة طويلة من المشاكل الأخلاقية ، والأخطار الأمنية التي تكلف المجتمع كثيرا . وفي بعض الجامعات المختلطة لبلاد المسلمين كثر فيها زواجات في السر دمروا بها العلاقات الأسرية فالحذر كل الحذر من دعاة الاختلاط حتى لا يتحقق سعيهم في تعميم الفساد في المجتمعات, ثم بعد أن تغرق المجتمعات في الرذيلة يطالبون بالنجاة ثم يدّعون أن لديهم الحل المناسب وهو فصل الجنسين عن بعض, ليس لأنهم استمدوه من الشريعة الإسلامية التي تنهي عن الاختلاط, ولكن لأنه العلاج الأمثل في الغرب, بلاد التقدم والحضارة وتم تطبيقه وحقق نتائج ملموسة لديهم, ولا بد من الأخذ به ثم يهللون له ويطالبون به قال تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً } [ الإسراء لا 32] الإسلام منع تصريف الغريزة في غير الطريق المشروع، فلذلك حرم الله تعالى مجرد الاقتراب من الزنا والنهي عن قربان الزنا أبلغ من النهي عن مجرد فعله، لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه، فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ([114]) عن أبي أمامة أن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ’’ يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال صلى الله عليه وسلم ادنه فدنا منه قريباً، فقال اجلس فجلس، قال أتحبه لأمك ؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك ؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أتحبه لأختك ؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال أفتحبه لعمتك ؟ قال: لا والله, جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أفتحبه لخالتك ؟ قال: لا والله, جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، فوضع يده عليه، وقال اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وأحصن فرجه, فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء‘‘([115]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ عفوا تعف نساؤكم ‘‘( [116]) فالجزاء من جنس العمل إن الزنا دين فإن أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم من يزن يزن به ولو بجداره إن كنت يا هذا لبيبا فافهم ( [117]) وهذه قصة تدور حول هذا المعنى ’’ حكي أن رجلا سقاء بمدينة بخارى كان يحمل الماء إلى دار صائغ مدة ثلاثين سنة، وكان لذلك الصائغ زوجة صالحة في نهاية الحسن والبهاء، فجاء السقاء يوما على عادته وأخذ بيدها وعرها أي مسها بشهوة, فلما جاء زوجها من السوق قالت: ما فعلت اليوم خلاف رضا الله تعالى ؟ فقال ما صنعت شيئا، فألحت عليه، فقال جاءت امرأة إلى دكاني وكان عندي سوار فوضعته في ساعدها فأعجبني بياضها فعصرتها، فقالت الله أكبر هذه حكمة خيانة السقاء اليوم، فقال الصائغ أيتها المرأة إني تبت فاجعليني في حل فلما كان الغد جاء السقاء وقال يا صاحبة المنزل اجعليني في حل فإن الشيطان قد أضلني، فقالت امض فإن الخطأ لم يكن إلا من الشيخ الذي في الدكان، فإنه لما غير حاله مع الله بمس الأجنبية غير الله حاله معه بمس الأجنبي زوجته ‘‘ يقول شيخ الإسلام فإنه إذا كان يزني بنساء الناس كان هذا مما يدعو المرأة إلى أن تمكن غيره, كما هو الواقع كثيراً,فلم أر من يزني بنساء الناس أو ذكران إلا فيحمل امرأته على أن تزني بغيره مقابلة على ذلك ومغايظة,وأيضاً فإذا كان عادته الزنا استغنى بالبغايا, فلم يكف امرأته في الإعفاف, فتحتاج إلى الزنا, وأيضاً فإذا زنى بنساء الناس طلب الناس أن يزنوا بنسائه, كما هو الواقع فامرأة الزاني تصير زانية من وجوه كثيرة, وإن لم تزن بفرجها زنت بعينها وغير ذلك, فلا يكاد يعرف في نساء الرجال الزناة المصرين على الزنا الذين لم يتوبوا منه امرأة سليمة تامة, وطبع المرأة يدعوا الرجال الأجانب إذا رأت زوجها يذهب إلى النساء الأجانب ([118]) وحتى لا يعرض المرء نفسه ولا نسائه لذلك عليه أن يعي قوله تعالى{إِنَّمَا حَرَّمَ رَبيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } [ الأعراف 33] الفاحشة سواء منها الفاحشة الظاهرة وهي الزنا أو الفاحشة الباطنة وهي اللواط فهما من أعظم الفواحش وأقبحها، وأشدها خطراً وضرراً على الدين 8- الزواج لمن قدر عليه الإسلام يدعوا إلى الزواج ويرغب فيه , لأنه هو أسلم طريقة لتصريف الغريزة الجنسية, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج , فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم, فإنه له وجاء ‘‘([119]) فالشريعة توجه من كان لديه قدرة الإنفاق على الزواج أن يتزوج، فالزواج أشد إحصانا ومنعاً من الوقوع في الفاحشة ومن لم يستطع الزواج لعجزه عن مؤنه فعليه بالصوم ليدفع شهوته ويقطع شر منيه، وعلى هذا وقع الخطاب مع الشباب لأنهم مظنة ثوران شهوة النساء الداعية إلى الجماع ولا ينفكون عنها غالباً وفي الحديث إشارة إلى أن الغرض من الصوم في الأصل كسر الشهوة. وإرشاد العاجز عن مؤن النكاح إلى الصوم، لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه، واستدل بهذا على جواز المعالجة لتسكين شهوة النكاح بالأدوية، وليس قطعها من أصلها لأنه قد يقدر على الزواج بعد ذلك, ومن العلاجات التي يكسر بها الشهوة الكافور ونحوه وهذا الحديث مما استدل به على تحريم الاستمناء لأنه أرشد عند العجز عن التزويج إلى الصوم الذي يقطع الشهوة، فلو كان الاستمناء مباحاً لكان الإرشاد إليه أسهل، ولو أباح الاستمناء طائفة من العلماء لأجل تسكين الشهوة والمسلم الذي يتفاعل مع هدي الشريعة إنسان تقي والتقوى تجعله يغض بصره ويحصن فرجه ولا يقدم حظوظ النفوس والشهوات على أحكام الشرع بل هي دائرة معها والمسلم المستطيع الزواج الذي يخاف الوقوع في الزنا يجب عليه الزواج مخافة الضرر على نفسه ودينه من العزوبة ولذا يفضل للقادر ألا يؤخر الزواج لانشغاله بالدراسات والبعثات فإن الزواج لا يشغله كثيراً عن دراسته بل الخوف من الانشغال بالزواج عن الدراسة أقل ضرراً من التعرض للوقوع في الزنا والحرام وخاصة عندما تكون الدراسة أو البعثة في بلاد تنتشر فيها الإباحية وهو مع شبابه عنده مطالب غريزية البنت إن تقدم لزواجها من يوثق في دينه وخلقه فعلى وليها وعليها الإسراع بالموافقة من أجل عفتها وصيانتها ولو كانت صغيرة في السن فإن عائشة خطبت بنت ست سنين وبني بها وهي بنت تسع سنين ومن هو زوجها؟ رسول الله المشرع لنا الأحكام بعد الله فلا يقال البنت لازالت صغيرة, فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت’’ تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست ودخل علي وأنا بنت تسع سنين وكنت ألعب بالبنات ‘‘( [120]) وفي رواية ’’ زفت إليه وهي بنت تسع سنين ، ولعبها معها ، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة ‘‘( [121]) ويحرص الأب على أن يكون لبنته موافقة على من تتزوجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا : يا رسول الله ! وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت ‘‘( [122]) وإن تقدم أكثر من رجل لزواج البنت واختارت هي أحدهما فيقدم رأيها ولو تبين للأهل أفضلية الآخر فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ’’جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، عندنا يتيمة قد خطبها رجلان مُوسِرٌ وَمُعْسِرٌ، وهي تهوى المعسر ونحن نهوى الموسر، فقال صلى الله عليه وسلم لم نر للمتحابين مثل النكاح ‘‘ ( [123]) وفي رواية ’’ لم يروا للمتحابين في الله مثل التزوج ‘‘ ([124]) وإن بحث الأب أو بحثت الأم عن زوج لابنتهما أو عرض الأخ أخته على أهل الصلاح لكان هذا شيء عظيم فعله عمر ابن الخطاب رغم تعرضه لرفض من بعض من عرض بنته عليهم في الظاهر إلا أنه استمر في عرضها حتى تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فعن عبد الله بن عمر’’ أن عمر بن الخطاب حين توفي خنيس بن حذافة السهمي ، زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب وهو رجل صالح ممن شهدوا بدرا ، فلما تأيمت ، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان ، فعرضت عليه حفصة ، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ، قال: سأنظر في أمري ، فلبث ليالي ، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج . قال عمر: فلقيت أبا بكر ، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا ، فكنت عليه أوجد مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك ؟ قلت: نعم ، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت ، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها لقبلتها ‘‘([125]) ولا يؤخر الزواج وهو قادر عليه لأنه يريد أن يتمكن من جمع مال أكثر أو لأنه يبني بيت أو يبتغي شراء شقة فإنه لو قدم الزواج على قدرته الحالية ولو في بيت إيجار لكان أفضل لعفته وتحصينه من التعرض للوقوع في الحرام وليعلم أن الله يساعده في نفقات الزواج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ثلاثة كلهم حق الله عَوْنُهُ: الـمـجاهد فـي سبـيلِ الله، والناكح يريد العفاف، والـمكاتَب يريد الأداء ‘‘ ( [126]) يريد العفاف الذي يقمع معه الشهوة الجبلية المركوزة في الإنسان، التي تنزل بصاحبها في أسفل السافلين, والذي يبتغي العفة من الزنا بالزواج يأتي بأمر من الأمور الشاقة لولا أن الله تعالى يعينه عليها قد لا يقوم بها ولا يجعل المسلم همه من الزواج تفريغ شهواته فقط بل لإنجاب الذرية كما رغبنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله’’تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة‘‘([127]) وإن قصد بالزواج مع قضاء شهوته أن يخرج منه من يذكر الله كان عظيماً قال عمر بن الـخطاب رضي الله عنه ’’والله إني لأُكْرِهُ نفسي علـى الـجماع، رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبح ‘‘([128]) الأب القادر مادياً عليه تزويج ابنه والأب القادر ينبغي عليه أن يزوج ابنه إذا بلغ ولا يلتفت هو أو ابنه إلى أفكار من يحسد من هذا حاله ويقول بأهمية تزويج الرجل نفسه من جهده وأن الذي لا يتعب في زواج نفسه لا يشعر بطعم الزواج أو لا يقدر مسؤولية الزواج فقد جاء في حديث فيه مقال ’’من ولد له ولد فليحسن اسمه وأدبه ، فإذا بلغ فليزوجه ، فإن بلغ ولم يزوجه فأصاب إثماً, فإنما إثمه على أبيه ‘‘ ( [129]) وفي رواية ’’ في التوراة مكتوب من بلغت ابنته اثنتي عشرة سنة ولم يزوجها فأصابت إثماً، فإثم ذلك عليه ‘‘( [130]) ولتحذر المرأة أن تزوج نفسها كما تفعل بعض بنات الجامعات المختلطة من تزويج نفسها في السر دون أن تعلم أحد من أهلها بزواجها فليس هناك كثير فرق بينها وبين من تسلم عرضها لنزوة وخاصة زواج المتعة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا تزوج المرأة المرأة ، ولا تزوج المرأة نفسها ، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها ‘‘( [131]) وبعد معرفة الأمور السابق ذكرها والتي فيها وقاية للمرء من الانجراف في الانحراف ينبغي على المرء أن يستحضر دائماً أهمية المحافظة على عورته فإن في العمل على حفطها يتكون عنده الوقاية وتدفعه للسعي في غض بصره عن الأخرين, وعلى قدر حرصه في ذلك, الله تعالى يجعل له مهابة عند الآخرين ليس فقط في غض بصرهم عن عورته ولكن بإعطائهم له التقدير والتوقير والاحترام, كما كان من أمر عثمان الذي من شدة حيائه ومحافظته على عورته كان في استحيائه من الله يغتسل وعليه ثيابه, فكافئه الله من جنس عمله فجعل الملائكة والنبي يستحون منه, كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالت له عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال’’ ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ؟ ‘‘([132]) ’’ إن عثمان حيي ستير تستحي منه الملائكة ‘‘([133]) المبحث الثالث علاج الانحراف الأخلاقي إن العلاج من الانحراف الجنسي يتكون عند المسلم من خلال معرفة الوعيد لمرتكبي الفواحش ليحذر المسلم أن ينفذ فيه وعيد الله بعذاب الدنيا أو الأخرة وكذا معرفه وعد الله بخير الدنيا والأخرة لمن ابتعد عن الفواحش حتى يرجو المسلم هذا الثواب ويتحقق ذلك في الأمور الآتي: أولاً : العقوبات على الزنا في الدنيا والآخرة ثانياً : فضل ترك الزنا في الدنيا والآخرة ثالثاً : العقوبات على اللواط في الدنيا والآخرة أولاً: العقوبات على الزنا في الدنيا والآخرة أن كل ذنب له عند الله عقاب لمن ارتكبه, قد يكون هذا العقاب في لدنيا وقد يكون هذا العقاب في الآخرة وقد يكون هذا العقاب في الاثنين الدنيا والآخرة وفاحشة الزنا من الذنوب العظيمة التي قد يستحق صاحبها اجتماع هذه الأنواع عليه ولهذا بستطها الشريعة ليحذر منها المسلم والتي منها عقوبات على الزنا في الدنيا عقاب من الرحمان , عقاب من السلطان عقاب من الرحمان في الدنيا 1- نزع الإيمان 2- يبغضه الله 3- لا يقبل الله له دعوة 4- أحلوا بأنفسهم عذاب الله 5- الإثم يزاد على نكاح الجيران عقاب من السلطان 1- عقوبة للزاني المحصن 2- عقوبة للزاني الغير محصن 3- إقامة الحد على الزناة بدون رأفة 4- يشهد عذابهم أناس مسلمين 5- عقوبة الزنا لمن زنا بمحرمه عقوبات على الزنا في الآخرة 1- في القبر حتى قيام الساعة تلهبهم نار من أسفلهم وهم عراه يصرخون 2- يوم القيامة لا ينظر الله له 3- تنهشه الحيات 4- تؤخذ حسناته 5- لا يدخلون الجنة 6- في النار الزناة منتفخين نتنين رائحتهم كالمراحيض تؤذي أهل النار عقاب من الرحمان , عقاب من السلطان نزع الإيمان , يبغضه الله , لا يقبل الله له دعوة , أحلوا بأنفسهم عذاب الله , الإثم يزاد على الزنا بالجيران قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ‘‘( [134]) قال عكرمة: ’’قلت لابن عباس كيف ينزع منه الإيمان؟ قال هكذا وشبك بين أصابعه ثم أخرجها فإذا تاب عاد إليه هكذا وشبك بين أصابعه‘‘( [135]) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع إنسان القميص من رأسه‘‘( [136]) قال ابن عباس: ’’ينزع منه نور الإيمان في الزنا‘‘( [137]) ’’وكان ابن عباس يدعو غلمانه غلاماً غلاماً فيقول ألا أزوجك ما عبد يزني إلا نزع الله منه نور الإيمان‘‘( [138]). وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ’’ من نزع الله نور الإيمان من قلبه فإن شاء أن يرده رده‘‘( [139]) فالمؤمن لا يوقع نفسه في الزنا لأنه يخشى ألا يرد إليه نور الإيمان فيكون ذلك خسران, نعم التوبة قد تعرض عليه، فإن تاب تاب الله عليه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من زنى خرج منه الإيمان فإن تاب تاب الله عليه ‘‘( [140]) لكن المسلم العاقل لا يتجرأ على اجتراف هذه المعصية لأنه يخشى أن تأتيه المنية قبل أن يتوب فكيف يلاقي ربه وهو على خطيئة الزنا منزوع الإيمان, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه الإيمان ‘‘( [141]) والحديث الأول فيه التنبيه على جميع أنواع المعاصي والتحذير منها، فنبه بالزنا على جميع الشهوات، وبالسرقة على الرغبة في الدنيا والحرص على الحرام، وبالخمر على جميع ما يصد عن الله تعالى، ويوجب الغفلة عن حقوقه ( [142]) وكل من زنى دخل في هذا الوعيد سواء كان بكراً أو محصناً وسواء كان المزني بها أجنبية أو محرما،ولا شك أنه في حق المحرم فحش ومن المتزوج أعظم ذمت الشريعة أصحاب الزنا وزادت ذمها لمن كبر سنه ولم تغنيه نفسه عن الزنا, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’الثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم ‘‘( [143]) سبب بغض الله للشيخ أي الكبير في السن لكمال عقله وتمام معرفته بطول ما مر عليه من الزمان وضعف أسباب الجماع والشهوة للنساء وعنده ما يريحه من دواعي الحلال في هذا ويخلي سره منه فكيف بالزنا الحرام؟ وإنما دواعي ذلك الشباب والحرارة الغريزية وقلة المعرفة وغلبة الشهوة لضعف العقل وصغر السن ( [144]) المسلم قوي بالله غني بالله سعيد بالله لأنه يعلم أن سلاحه دعائه يسأل ربه فيعطيه الله سؤله ويعلم أن الذي لا يسأل ربه يغضب الله عليه ويكله لنفسه فيهلك, أما التي تتعايش من أجر الزنا أو من تصوير أوضاع الخليعة وكذا الذي يتعايش مما يُحصِلَه من الزنا أو تصوير أفلام الخليعة وهو يعمل عشاراً, فأحدهما إن وقع في ضائقة ودعا الله فمن أين يأتيه الفرج وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم قبول دعائه فقال ’’ تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشاراًً ‘‘( [145]) إن انتشار الزنا يؤدي إلى انتشار اللقطاء وهذا يتبعه عذاب الله على العباد والبلاد بالزلازل والخسف كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا فأوشك أن يعمهم الله بعذاب‘‘( [146]) وقوله صلى الله عليه وسلم’’ إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله ‘‘( [147]) وما عهد المناطق التي كان بها قرى وشواطيء للعراة ببعيد فقد زلزل الله بهم الأرض فغارت وخسفت بأصحابها ابتلعتهم وهم في غفلة ’’ عمهم الله بعقاب‘‘( [148]) وهذا العذاب من باب العقوبة على هذا الذنب, واعتبر بعذابهم من اعتبر, قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’ ما ظهر في قوم الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله ‘‘( [149]) 5- الإثم يزاد على الزنا بالجيران إن مفسدة الزنا تتضاعف بتضاعف ما ينتهكه من الحرمة، فالزنا بالمرأة التي لها زوج أعظم إثما وعقوبة من التي لا زوج لها إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه، وتعليق نسب غيره عليه، وغير ذلك من أنواع أذاه، فهو أعظم إثما وجرما من الزنا بغير ذات البعل. فإن كان زوجها جارا له، أضف إلى ذلك سوء الجوار, فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ’’ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت إن ذلك لعظيم ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك ‘‘( [150]) لأن الزنا بالجار غالباً ما يكون برضاها، وذلك يتضمن الزنا وإفسادها على زوجها واستمالة قلبها إلى الزاني وذلك أفحش، وهو مع امرأة الجار أشد قبحاً وأعظم جرماً، لأن الجار يتوقع من جاره الذب عنه وعن حريمه، ويأمن بوائقه ويطمئن إليه، وقد أمر بإكرامه والإحسان إليه، فإذا قابل هذا كله بالزنا بامرأته وإفسادها عليه مع تمكنه منها على وجه لا يتمكن غيره منه كان في غاية من القبح( [151]) وبهذا يتبين خطورة الزنا بحليلة الجار أنه أعظم قبحا من مطلق الزنا, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ’’ ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله عز وجل ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره ‘‘( [152]) وإن كان الجار أخا أو قريبا من أقاربه انضم إلى ذلك قطيعة الرحم فيتضاعف الإثم، فإن كان الجار غائبا تضاعف الإثم ولا يدخل الوعيد فيما يطلق عليه اسم الزنا من اللمس المحرم وكذا التقبيل والنظر لأنها وإن سميت في عرف الشرع زنا فلا تدخل في ذلك لأنها من الصغائر الله تعالى العزيز الحكيم كلف وليَ الأمر بإيقاع عقوبات على الزناة لأن البشر منهم من لا ينزجر بالقرآن ولكنه ينزجر بسيف السلطان, فجعل للسلطان حدود يقيموها على الزواني والزناة والتي فيها:- إقامة الحد على الزاني المحصن, وإقامة الحد للزاني الغير محصن, وإقامة الحد عليهم بدون رأفة, وأشهاد أناس مسلمين على عذاب الزناة, عقاب الزنا لمن زنا بمحارمه قال تعالى{ ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ منْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ منَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ النور2 ] قال تعالى: { ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ منْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ } إن الزاني لا يخلو إما أن يكون بكراً وهو الذي لم يتزوج أو محصناً وهو الذي قد وطأ في نكاح صحيح وهو بالغ عاقل الغير محصن هو من لم يتزوج بعد والعقوبة التي بينتها الشريعة جزاء له على فعله جلده مائة جلدة كما في الآية، ويزاد على ذلك أن ينفى إلى بلد غير بلده لمدة سنة, لرواية الأعرابيين اللذين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ فقال أحدهما يا رسول الله إن ابني هذا كان عسيفاً يعني أجيراً على هذا، فزنى بامرأته، فافتديت ابني منه بمائة شاة ووليدة، فسألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأن على امرأة هذا الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله تعالى، الوليدة والغنم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس لرجل من أسلم إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها ‘‘( [153]) فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتغريب الزاني مع جلد مائة إذا كان بكراً لم يتزوج([154]) فجمع في هذا الحد بين العقوبة على البدن بالجلد وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة إذا كان الزاني محصناً وهو الذي قد وطأ في زواج صحيح وهو بالغ عاقل فإن الشريعة بينت أنه يرجم كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجم هذه المرأة التي زنت بالعامل الأجير الذي استأجره زوجها ولرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعزاً والغامدية وغيرهم من الزناة كما سيأتي معنا أن شاء الله فالمحصن هو من تزوج ولو ليوم أو أقل والعقوبة جزاء على فعله كما أوضحتها الشريعة إحلال دمه أي قتله بالرجم وهو أن يوضع في حفرة ويضرب بالحجارة حتى يموت وهذا بإجماع المسلمين, ليحذر المسلم أن تسول له نفسه انتهاك الأعراض وخاصة عندما يعلم أن الشريعة التي تحافظ على الأعراض كما تحافظ على النفوس لم تبيح قتل النفس إلا في حالة الزنا أو الردة عن الإسلام أو من خرج على المسلمين يحاربهم كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا في إحدى ثلاث زنا بعد إحصان فإنه يرجم ورجل خرج محاربا لله ولرسوله فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض أو يقتل نفسا فيقتل بها ‘‘( [155]) والرجم حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة أو الحبل أو الاعتراف ( [156]) والله سبحانه وتعالى في هذا الحد أوجب عليهما الفضيحة رغم أنه تعالى ستير يحب الستر وعفو يحب العفو، لكن لقبح الزنا وبشاعته أوجب ذلك ردعاً للغير، فأمر أن يكون الحد بمشهد من المؤمنين، ولا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد وحكمة الزجر وحد الثيب أي المحصن مشتق من عقوبة الله تعالى لقوم لوط بالإمطار بالحجارة وذلك لاشتراك الزنا واللواط في الفحش، وشدة معاناة المرجوم دليل على عظم ما اقترفت يداه, نعوذ بالله من ذلك 3- إقامة الحد على الزناة بدون رأفة الله تعالى شدد في عقوبة الزاني ما لم يشدده مع غيره من العصاة فقد أمر بعدم التعاطف مع الزاني فإنه لا يستحق الرحمة قال تعالى: { وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ } أي في حكم الله، أي لا يرأف بالزناة والزواني ولا رحمة بهما في شرع الله ويقول تعالى: { إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ }أمر بإقامة الحدود على من زنى، والتشديد عليه ليرتدع من يصنع مثله بذلك فلينتبه من دخول أفكار أهل الدياثة الواردة علينا من غير المسلمين من الترحم على حاله لأنه بعيد عن زوجته أو لأن المرأة هي التي عرضت نفسها عليه دون معاكسة منه 4- إقامة الحد على الزناة علانية بحضرة المسلمين وتنكيلاًً بالزاني والزانية أمر الله أن يكون الجلد أو الرجم علانية بحضرة الناس قال تعالى: { وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ منَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } فإن ذلك يكون أبلغ في زجرهما وأنجع في ردعهما، وفي ذلك تقريعاً وتوبيخاً وفضيحة إذا كان الناس حضوراً, ليكون ذلك موعظة وعبرة ونكالاً والناس يشاهدون الزاني وهو يرجم، بل ويعينوا في التنكيل به، فيحمل كل واحد معه أحجاراً ويرمي بها ذلك الزاني في الحفرة، وفيهم من يضرب رأسه ومنهم من يضرب عينيه التي أبصرت الحرام، ومنهم من يضرب أنفه الذي شم عطر الزانية، ومنهم من يضرب شفتيه التي قبلت شريكته، والأغلب يضربون بدنه الذي تلذذ وحضن يضربون بلا شفقة أو رحمة إن من زنى بذات محرمه فعليه الحد ومعلوم أن المحارم كل من يحرم على الرجل الزواج منها حرمة أبدية لا يحللها شيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من وقع على ذات محرم فاقتلوه ‘‘( [157]) فمن أتى ذات محرم وهو يعلم فحده القتل وقال الإمام أحمد من تزوج أمه قتل, فليحذر مما يسموه بعقدة أُديب وعقدة الكتيرا ومن تزوج امرأة أبيه قتل فعن أبو بردة بن نيار قال ’’ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه بعده وأمرني أن أقتله‘‘ ( [158]) وفي رواية ’’ أن أضرب عنقه وأصفي ماله ‘‘( [159]) وفي رواية ’’ أن آتيه برأسه ‘‘ ( [160]) فالمرء المسلم الذي يضحك عليه الشيطان ويحرك فيه شهواته ويزين له أمر محارمه هو إنسان عنده جهل بهذه الأحكام, لكن عندما يتبصر ويعلم أن من يأتي محارمه فهذا شرع الله فيه, فإنه يخاف الله لأنه مؤمن والمؤمن كما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم‘‘( [161]) أما الفاجر الذي ينتهك المحارم فهو على ما يجده من هذه العقوبات التي ينالها الله منه وكان له حسنات يجعلها له هباء, فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ’’ لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ‘‘( [162]) فالفاجر الذي ينتهك محارمه له مع كل هذه العقوبات عقوبات أخرى في الآخرة كما هو آتي تفصيلها الله تعالى توعد الزناة بعذاب يبدأ بموتهم فيصلهم في قبورهم وأنواع عذاب يوم القيامة وكذا عذاب في النار وحرمان من الجنة على النحو التالي تلهبهم نار من أسفلهم وهم عراه يصرخون الزناة والزواني لهم في القبر عذاب عظيم يتناسب مع فعلهم الذي غالباً ما يكون في الخفية, فإنهم عراة في مكان يشبه التنور مغلق متسع من أسفله, وضيق من أعلاه ويشتعل من تحتهم النار كما كانت معصيتهم من أسفلهم من فروجهم, فيأتيهم اللهب من أسفل منهم، ويصعد بهم فإذا اقتربوا من فتحة التنور حتى كادوا أن يخرجوا فيخمد اللهب، فإذا خمد اللهب رجعوا وهم يضوضوا وهكذا عذابهم في البرزخ إلى قيام الساعة قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’ رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة‘‘ فذكر الحديث إلى أن قال ’’فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا وإذا أخمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة ‘‘ الحديث وفي رواية ’’ فانطلقنا على مثل التنور , فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا‘‘ الحديث وفي آخره ’’وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني ‘‘( [163]) إن المسلم الواعي عندما يفكر في حال الزاني وهو لا يستطيع تحمل ثوران شهوته, ولا يفكر في عواقب بلوته, كيف سيتحمل عذاب القبر الذي خصص للزناة, عند ذلك يجد المسلم الواعي في هذا الفكر علاج لشهوته قبل أن تثار فيصون نفسه نظر الله لعباده رحمة, والشقي من حرم ذلك فهو عين العذاب يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا ينظر الله يوم القيامة إلى الشيخ الزاني ولا العجوز الزانية ‘‘( [164]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا ينظر الله عز وجل إلى الأشيمط الزاني ‘‘( [165]) إن الذي يستغل ضعف المرأة التي يغيب عنها زوجها بعمل أو بسفر أو جهاد ويتمكن بمكره وشره من إيقاعها في زناه فهذا عذابه غليظ يوم القيامة كما نهش عرض هذا الغائب فإن الله يعذبه بجعل الحيات تنهش فيه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ مثل الذي يجلس على فراش المغيبة مثل الذي ينهشه أسود من أساود يوم القيامة ‘‘([166]) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من قعد على فراش مغيبة قيض الله له يوم القيامة ثعباناً ‘‘([167]) فالذي لا يستطيع أن يتحمل ثوران شهوته كيف يتحمل ملازمة ثعابين تنهش فيه يكون العذاب أعظم على من كانت خيانته في نساء المجاهدين فعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ’’ ما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما ظنكم ‘‘( [168]) والوعيد شديد في حق كل من كبر سنه ولم يتقي ربه وهو يتجرأ على الزنا الذي كان ينبغي له أن لا يكون محتاج إليه ولقدرته على تمالك نفسه أمام شهواته عن الصغار ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو‘‘([169]) حال الزناة منتفخين نتنين رائحتهم كالمراحيض تؤذي أهل النار إن الزناة في أغلب أحوالهم يتعطرون ويتجملون لبعض ليزداد تقبل كل منهما الأخر, وإن الجزاء من جنس العمل فإنهم يكونون أقبح أهل النار بأشكالهم المنتفخة المفزعة ورائحتهم المنتنة التي هي أنتن من أبار الغائط ويكونون مصدر أذى لأهل النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل فإذا أنا بأصوات شديدة فقلت ما هذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل النار ‘‘وفي الحديث ’’ ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض قلت من هؤلاء قال هؤلاء الزانون ‘‘( [170]) والمرأة التي تخاف ربها وتخاف عذابه تحرص على نفسها من الوقوع في الزنا حتى لا يكون فرجها منبعاً لنهر الغوطة الذي سئل عنه رسول الله ’’ قيل وما نهر الغوطة قال نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهم} [171] إن المسلم عندما يعلم بهذه العواقب سيكون حريصاً على نفسه يخشى أن تكون حياته ضنك في الدنيا وفي الآخرة هذا العذاب الأليم بل سيسعى بكل طاقته إلى استرضاء ربه راجياً ثواب الآخرة بالابتعاد عن الزنا ثانياً : فضل ترك الزنا في الدنيا والآخرة الثواب على ترك الزنا في الدنيا 1- ترك الزنا يفك الكُرب 2- تارك الزنا يغفر له 3- حصن الفرج يحفظ صاحبه عند الشدائد الثواب على ترك الزنا في الآخرة 1- يوم القامة يظلهم الله 2- لا يرى النار 3- دخول الجنة الثواب على ترك الزنا في الدنيا إن في الابتعاد عن الزنا فضائل عظيمة جعلها الله لمن أمسك نفسه عن الوقوع في الزنا, لتكون دافعاً للمسلم الذي يرجوها من ربه في علاج نفسه أمام الشهوات ومن هذه الفضائل أن ترك الزنا يفك الكُرب, تارك الزنا يغفر له, حصن الفرج يحفظ صاحبه عند الشدائد المسلم الواعي يعلم أن الصدق مع الله فيه النجاة, فعندما يكاد الوقوع في معصية ثم يبتعد عنها خوفاً من الله, فإنه يعلم أن هذه الواقعة لو جعلها وسيلة يتقرب بها إلى الله لفك كربه لوجد الله عند ظنه كما فعل صاحب هذه القصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى أواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم‘‘ فذكر الحديث إلى أن قال الآخر ’’اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها, اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة ‘‘ ( [172]) فالعبد يعلم أن الندم والإقلاع ينفعه عند ربه، وينشأ عنده الخوف من معرفة قبح الجناية ويتكون في نفسه التصديق بالوعيد عليها، ويخشى أن يحرم التوبة، ويخشى أن يكون ممن لا يغفر له وهذا يجعل العبد مشفق من ذنبه طالب من ربه أن يدخله فيمن يغفر له ولهذا المعنى قام أحد الثلاثة أصحاب الغار بترك المرأة وما أعطاها من المال خوفاً من الله وكذا ما قام به الكفل صاحب القصة التالية إن المؤمن قد يضعف أمام شهوة من غفلة, لكن عندما يتذكر فإن إيمانه يرجعه إلى الله وبهذا الرجوع يجد المغفرة كما في صاحب هذه القصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال ما يبكيك أأكرهتك قالت لا ولكنه عمل ما عملته قط وما حملني عليه إلا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا وما فعلته اذهبي فهي لك وقال لا والله لا أعصي الله بعدها أبداً فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه إن الله قد غفر للكفل‘‘( [173]) 3- حصن الفرج يحفظ صاحبه عند الشدائد إن المسلم الذي يحفظ الله في أوامره ونواهيه يحفظه الله ويرضيه ولو يجعل له خوارق عادة كما فعل لسارة زوجة إبراهيم عليه السلام التي أطاعت ربها بحفظ فرجها فحفظها الله في الشدة فلم يُمكن الجبار الذي أراد الاعتداء عليها من شرفها وعرضها فانصرف عنها وأخدمها هاجر في مقابل أن يدرء عن نفسه العذاب الذي تعرض له من دعائها لما نزل إبراهيم عليه السلام أرض مصر وكان عليها في ذلك الوقت ملك طاغية بلغه أن مع إبراهيم امرأة من حسنها وجمالها لا ينبغي أن تكون إلا لهذا الملك فأتى بها ’’ فلما أُدخلت عليه قام إليها فأقبلت توضأ وتصلي وتقول: اللهم إن كنت تعلم إني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلاّ على زوجي، فلا تسلّط عليّ الكافر. فغط حتى ركض برجله. وقالت اللهمّ إنْ يمت يقال هي قتلته، فأرسل، ثم قام إليها، فقامت توضأ وتصلّي وتُقول اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلاّ على زوجي، فلا تسلّط عليّ الكافر فغطّ حتى ركض برجله قالت اللهم إنْ يمت يقل هي قتلته فأرسل، فقال في الثالثة أو الرابعة ما أرسلتم إليَّ إلاَّ شيطاناً، أرجعوها إلى إبراهيم، وأعطوها هاجر فرجعت فقالت لإِبراهيم أشعرت أن الله ردّ كيد الكافرين وأُخْدَمُ وليدة ‘‘( [174]) فليقارن بين حال سارة هذا وهي أجمل نساء البشر والذي يراودها في جمالها من؟ أقوى ملوك الدنيا في ذلك الوقت. وهي تدعو الله أن يحفظها ويصون عرضها وبين حال من أوتيت من حسن لا بئس به يراودها من له وجاهة ما في مجتمعه وهي تعلم أنه يخدعها ولا يريد إلا أن يقطف زهرتها ويمتص رحيقها ويرميها بدون عرض ولا شرف وهي في الأصل المخطئة لأنها لم تحفظ عرضها وفرطت في شرفها فأغضبت ربها, ثم تحقد على الرجال لما فعل بها, فشتان بين الحالان الثواب على ترك الزنا في الآخرة إن الأفضال في الآخرة التي يكرم الله بها العبد المسلم التارك للزنا تجعله يسعى بكل همته في علاج شهواته فلا يجعلها توقعه في حرام بل إذا عرضت عليه بمغرياتها يستحضر عظمة الله عليه ويرجوا ثوابه ومن هذه الفضائل الكريمة أن يجعله الله في ظله يو القيامه, لا يريه الله النار, ويدخله الجنة 1- يوم القيامة يظلهم الله إن يوم القيامة يوم شديد الأهوال فالشمس تعطى حر عشر سنين وتكون قريبة من الناس وهم منصهرون منها غارقون في عرقهم ومع هذا الكرب الشديد تجد أن الذي يترك الزنى ولو كان بالجميلات اللاتي يدعون لأنفسهن مع حسبهم ونسبهم ويخشى الله فإن الله يظله بظله يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ‘‘( [175]) وذات المنصب هي ذات الحسب والنسب الشريف، وخص ذات المنصب والجمال لكثرة الرغبة فيها وعسر حصولها وهي جامعة للمنصب والجمال، لا سيما وهي داعية إلى نفسها طالبة لذلك قد أغنت عن مشاق التوصل إلى مراودة ونحوها، وقد دعته إلى الزنا بها فالصبر عنها لخوف الله تعالى من علاج النفس الذي هو من أكمل المراتب وأعظم الطاعات، الذي يجعل خوفه من الله تعالى يشغله عن لذات الدنيا وشهواتها, فرتب الله تعالى عليه أن يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( [176]) فكم يكون الفرق بين حال هذا وبين حال من يسعى في الأسواق والطرقات يضايق نساء المسلمين دون أن تلتفت أو تنظر إليه إحداهن وهو يستغضب الله عليه لإيذائه النساء إن المسلم الخير الذي يحب الخير للغير ويكف عنهم الشر يعلم أن من لا يتعمد إيقاع عينه على محارم الله يكافئه الله تعالى بأن يحفظ هذه العيون من رؤية النار, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله ‘‘( [177]) الشريعة بينت أن المسلم الذي يحفظ فرجه من الوقوع في الزنا يكافئه الله بدخول الجنة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ يا شباب قريش احفظوا فروجكم لا تزنوا ألا من حفظ فرجه فله الجنة ‘‘( [178]) وفي رواية ’’ يا فتيان قريش لا تزنوا فإنه من سلم له شبابه دخل الجنة ‘‘ ( [179]) ولو لم يقدر الشباب على هذا الأمر ما كلفتهم الشريعة به ولا بادل النبي صلى الله عليه وسلم الألفاظ التي وجهها للشباب وهم مظنة ثوران الشهوات عن غيرهم فغيرهم ينبغي أن يكون حفظهم لفروجهم أولى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة ‘‘( [180]) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه تضمنت له بالجنة ‘‘( [181]) بين الرجلين الفرج، وضمان المرء له بمعنى الوفاء بترك المعصية وأداء الحق الذي على فرجه من وضعه في الحلال وكفه عن الحرام يدخل الجنة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة ‘‘( [182]) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا الأمانة إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم ‘‘( [183]) وبمعرفة هذه الفضائل العظيمة التي جعلتها الشريعة لمن ترك الزنا وعمل على تحصيلها تجعل المسلم يعالج نفسه أمام شهواته فلا يضعف أمامها ويغضب الله فيحرم من هذه الفضائل اللواط من أشد المعاصي التي تخوفتها الشريعة على الأمة لفساده للفطرة البشرية, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ إن أخوف ما أخاف على أمتي من عمل قوم لوط ‘‘([184]) لـم يجد النبي صلى الله عليه وسلم أخوف من عمل قوم لوط على أمته لأنه من أقبح القبائح فإن كل ما أوجده الله فـي هذا العالـم جعله صالـحاً لفعل خاص فلا يصلـح له سواه وجعل الذكر للفـاعلـية والأنثى للـمفعولـية وركب فـيهما الشهوة للتناسل وبقاء النوع فمن عكس فقد أبطل الـحكمة الربـانـية وقد تطابق علـى ذمه وقبحه الشرع والعقل والطبع واللواط قد يكون في الرجال وقد يكون في البهائم وقد يكون في النساء وللواط عقوبات في الدنيا وعقوبات في الآخرة ثالثاً : العقوبات على اللواط في الدنيا والآخرة عقوبات على اللواط في الدنيا الشريعة بينت أن للواط عقوبة في الدنيا من الرحمن وعقوبات فوض الله فيها السلطان, ونتناول ما بينته من عقوبات للرجال والبهائم والنساء عقوبات على لواط الرجال في الدنيا 1- طرده من رحمة الله 2- سلط عليه الطاعون والأوجاع التي لم تعرف من قبل 3- سلط عليه الموت 4- جزائه الرجم على لواطه عقوبة لواط البهائم عقوبات على لواط النساء في الدنيا 1- الفجور وفقد الاستحياء من الله لمن يأتي المرأة في دبرها 2- الطرد من رحمة الله لمن يأتي النساء في أدبارهن 3- الإيقاع في التبرؤ من الدين لمن يأتي النساء في دبرهن عقوبات على اللواط في الآخرة 1- لا ينظر الله يوم القيامة لمن يأتي زوجته في دبرها 2- لا ينظر الله يوم القيامة لمن يأتي رجل في دبره عقوبات على لواط الرجال في الدنيا الله تعالى نوع العذاب على من يأتي بفعل قوم لوط في الدنيا قبل الآخرة وهذا العذاب واقعه ملموس في أصحاب هذه الفاحشة والذي منه:- بينت الشريعة أن أصحاب هذه الفعلة الشنيعة الفوحش حرموا من رحمة الله وهذا هو الخسران المبين, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ‘‘([185]) وقال صلى الله عليه وسلم ’’ لعن الله من عمل عمل قوم لوط قالها ثلاثاً في عمل قوم لوط ‘‘([186]) ونتيجة لذلك يعيشون حياتهم بنفسية مدمرة بهذه اللعنة الثلاثية على فحشهم 2- سلط عليه الطاعون والأوجاع التي لم تعرف من قبل بينت الشريعة أن أصحاب هذه الفاحشة يصابون بالطاعون وغيره من الأوجاع التي أكتشفت أضرارها حديثاً ولم تكن معروفة قبل, كمرض نقص المناعة المعروف بالإيدز والهربس والكبدي بأنواعه عقوبة على معصية اللواط, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ‘‘([187]) وبينت الشريعة أن أصحاب اللواط يصابون بأمراض تنشأ عن ظهور الفاحشة غير التي ذكرناها فقد ظهرت وعرفت بل أعظم من ذلك يسلط عليهم ما يسبب لهم الموت مما لا يعلمه إلا الله,قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’ ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت ‘‘ ([188]) بينت الشريعة أن معصية اللواط قد تنوعت العقوبات على أصحابها, فمنها العقوبات التي بينها الله في عقابه لقوم لوط والعقوبات التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم والعقوبات التي قام بها خلفائه الراشدين وغيرهم من أولياء الأمور لردع وزجر أصحابها, فقد حرق اللوطية بالنار أربعة من الخلفاء أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير وهشام بن عبد الملك ’’ كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه وجد رجلاً في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة فجمع لذلك أبو بكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم علي بن أبي طالب فقال علي إن هذا ذنب لم تعمل به أمة إلا أمة واحدة ففعل الله بهم ما قد علمتم أرى أن تحرقه بالنار فاجتمع رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحرق بالنار فأمر أبو بكر أن يحرق بالنار ‘‘([189]) وقد حرقه ابن الزبير وهشام أبن عبد الملك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ‘‘([190]) قال صلى الله عليه وسلم ’’ اقتلوا الفاعل والمفعول به أحصنا أو لم يحصنا ([191]) يرجم اللوطي الفاعل إن كان محصناً وإن لم يكن محصناً والمفعول به رجلا كان أو امرأة محصناً كان أو غير محصن وقالوا لو كان أحد يستقيم أن يرجم مرتين لرجم اللوطي وروي عن علي رضي الله عنه أنه رجم لوطياً وأتى ابن الزبير بسبعة في لواطة أربعة منهم قد أحصنوا وثلاثة لم يحصنوا فأمر بالأربعة فرضخوا بالحجارة وأمر بالثلاثة فضربوا الحد وابن عباس وابن عمر في المسجد ([192]) وقد قيل في كيفية قتلهما هدم بناء عليهما، وقيل رميهما من شاهق كما فعل بقوم لوط. وقتل المفعول به خير له من أن يلاط به فإنه يفسد فسادا لا يرجى بعده صلاح أبدا، ويذهب خيره كله، وتمص الأرض ماء الحياء من وجهه، فلا يستحيي بعد ذلك من الله ولا من خلقه وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم في البدن ([193]) ومما كان من عقاب الله لقوم لوط لفعلهم هذه الفاحشة أن الله القوي الجبار أمر جبريل أن يطمس أعينهم ويقتلع بهم قراهم من قرارها وما معهم من الحيوانات فرفع الجميع حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم، فجعل عاليها سافلها، وغشاها بمطر من حجارة من سجيل، متتابعة، مسومة مرقومة على كل حجر اسم صاحبه الذي سقط عليه، من الحاضرين منهم في بلدهم، والغائبين عنها من المسافرين والنازحين والشاذين منها ولهذا يعلم أن العقوبة التي عاقب الله بها قوم لوط عبرة وعظة لمن خاف عذاب الآخرة، وخشي الرحمٰن بالغيب وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فانزجر عن محارم الله وترك معاصيه، وخاف أن يشابه قوم لوط. ومن تشبه بقوم فهو منهم، وإن لم يكن من كل وجه فمن بعض الوجوه, فالعاقل اللبيب الفاهم الخائف من ربه، يمتثل ما أمره الله به عز وجل، ويقبل ما أرشده إليه رسول الله من إتيان ما خلق له من الزوجات الحلال، وإياه أن يتبع كل شيطان مريد، فيحق عليه الوعيد الشريعة شددت على من ساءت نفسه فسولت له إتيان الحيوانات فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ’’ من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة ‘‘([194]) وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه أنه قال’’ من وجدتموه وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة فقيل لابن عباس ما شأن البهيمة قال ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا ولكن أرى رسول الله كره أن يؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عمل بها ذلك العمل‘‘([195]) من أتى بهيمة أي جامعها فاقتلوه واقتلوا البهيمة معه ([196]) لواط النساء اتق دبر النساء قال الله تعالى { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ } [ البقرة 223] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ أقبل وأدبر ، واتق الدبر والحيضة ‘‘ ( [197]) فأباحت الشريعة للرجل كل شيء من زوجته وأن يأتيها من أي اتجاه من الأمام من الخلف مادام الإيلاج ينتهي في القبل أما الإيلاج في الدبر فمنهياً عنه وهو اللوطية الصغرى وأما في الحيضة فله أن يفاخذها وله كل شيء منها إلا الإيلاج سواء في الدبر أو القبل لأنه منهياً عنه وفيه عقوبة فعلى الإيلاج في القبل في الحيضة كفارة بينت الشريعة أن الذي وطء زوجته بالإيلاج وهي في العادة الشهرية فأن عليه كفارة كما حددها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله’’ الذي يأتي إمرأته وهي حائض يتصدق بدينار أو نصف دينار ‘‘( [198]) والدينار مثقال من الذهب يعادل أربعة وربع من الجرامات الذهب ونصف الدينار اثنان وثمن من الجرامات الذهب وله أن يتصدق بقيمتها وأما الإيلاج في الدبر سواء في الحيضة أو غير الحيضة وفي الحيضة أعظم فهو على النحو التالي عقوبات على لواط النساء في الدنيا 1- الفجور وفقد الاستحياء من الله لمن يأتي المرأة في دبرها بينت الشريعة أن الرجل الذي يأتي زوجته في دبرها أن اسم فعله هذا اللوطية الصغرى, قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’ هي اللوطية الصغرى يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها ‘‘([199]) وهذا الفعل مما نهت عنه الشريعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا تأتوا النساء في أستاههن فإن الله لا يستحيي من الحق ‘‘([200]) وبينت الشريعة أن الذي يأتي بهذا الفعل ليس عنده حياء, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ استحيوا فإن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن ‘‘([201]) ومن البلوى التي عمت من مشاهدة الخليعة فقد الحياء عند بعض الرجال حتى عدم ماء الحياة من وجهه فغدى لا يستحي من الله, وهان زوجته وهو يتجرء عليها ويطلب منها أن تقلب فطرتها وتستجيب لطلبه بالرضى أو الغصب فعلى المرأة في هذه الحالة أن تتفنن في تحويل هدفه لشيء أخر في بدنها لتصرفه عن أن يلوط بها بالحكمة مع الحذر من أن تسبب له العناد مع تذكيره بالله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ’’ إن الله لا يستحيي من الحق ثلاث مرات لا تأتوا النساء في أدبارهن ‘‘([202]) وبقوله صلى الله عليه وسلم ’’ استحيوا من الله فإن الله لا يستحيي من الحق لا يحل مأتاك النساء في حشوشهن ‘‘([203]) لعله يذكر أو يخشى عقاب الله له على ذلك والذي منه 2- الطرد من رحمة الله لمن يأتي النساء في أدبارهن بينت الشريعة أن الذي يأتي النساء في أدبارهن مطرود من رحمة الله, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهن ‘‘([204]) وهذا كافي لردع المسلم عن الوقوع في هذا الفحش لأن المسلم لا يحيا حياة طيبة إلا برحمة الله, أما الذي يفحش في دبر امرأته فإن حياته تكون ضنك لأنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ملعون من أتى امرأة في دبرها ‘‘([205]) 3- الإيقاع في التبرؤ من الدين لمن يأتي النساء في دبرهن بينت الشريعة أن الذي يلوط زوجته يعرض نفسه للكفر وهل بعد الكفر ذنب, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر ‘‘([206]) فالمسلم فيه الخير وحريص على إيمانه لا يخسر دينه من أجل شهوة يعرض بها نفسه للوقوع في قوله صلى الله عليه وسلم’’من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم‘‘([207]) وفي رواية ’’ فقد برىء مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ‘‘([208]) العذاب في الآخرة للوطي الذي يجامع رجل مثله في دبره أو الذي يجامع امرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو غيرها 1- لا ينظر الله يوم القيامة لمن يأتي زوجته في دبرها بينت الشريعة أن الذي يلوط زوجته يقع نفسه في أشد أنواع العذاب يوم القيامة وهوالحرمان من نظر الله له, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأة في دبرها ‘‘([209]) 2- لا ينظر الله يوم القيامة لمن يأتي رجل في دبره بينت الشريعة أن الرجل الذي يقع في اللواط مع رجل مثله يكون يوم القيامة محروم من نظر الله له, ونظر الله رحمة بعباده, وهو نعيم ما بعده نعيم لعباد الله الصالحين يوم القيامة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ لا ينظر الله عز وجل إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في دبرها ‘‘([210] ومعرفة هذه العقوبات التي يُوقعها الله على من تجرؤوا على الفواحش تمنع المسلم من الوقوع فيها, وتزجر أيضاً من وقع في أمر مما ذكرناه, ممن تحرك فيه الخير وندم على أنه عصى ربه, وأراد أن يرجع إلى الله وهو يرجوا مغفرته ورحمته التي وسعت كل شيء ( [211]) فمثل هذا عليه أن يعلم أن الله تعالى ينظر إلى القلوب فإن وجد في قلبه الصدق بتوبة نصوحة يتبعها بالأعمال الصالحة, عند ذلك سيجد الله غفور رحيم ويوجهه إلى صلاح حاله( [212]) وهذه قصص أصحابها وقعوا في مثل حاله الذي كان عليه ليقتاد بها حتى لا يكون أقل في صدق توبته عن أصحابها وهو لا يبذل نفسه للحد مثلهم عن يزيد بن نعيم بن هزال’’ كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي فقال له أبي أئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك ورجاء أن يكون لك مخرج، فأتاه فقال يا رسول الله إني زنيت، فأقم علي كتاب الله‘‘( [213]) ’’ جاء ماعز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أطهرك فقال من الزنى ‘‘ ( [214]) ’’ فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فناداه يا رسول الله إني زنيت، يريد نفسه، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله، فقال يا رسوله الله إني زنيت، فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعرض عنه، فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبك جنون ؟ قال لا يا رسول الله ‘‘ ( [215]) ’’ فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبه جنون فأخبر أنه ليس بمجنون فقال أشرب خمرا فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أزنيت فقال نعم‘‘( [216]) ’’ فقال أحصنت؟ قال: نعم يا رسول الله ‘‘ ( [217]) ’’ قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله ‘‘( [218]) ’’ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك قد قلتها أربع مرات، فبمن ؟ قال بفلانة‘‘( [219]) ’’ واسم المرأة التي وقع عليها ماعز فاطمة وكانت أمة لهزال ‘‘( [220]) قال أوقعت على جارية بني فلان قال نعم ‘‘( [221]) ’’ قال هل ضاجعتها ؟ قال نعم، قال هل باشرتها ؟ قال نعم، قال هل جامعتها ؟ قال نعم ‘‘( [222]) ’’ قال أتدري ما الزنا ؟ قال: نعم أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا، قال فماذا تريد بهذا القول ؟ قال أريد أن تطهرني، فأمر به ‘‘( [223]) ’’ وقام خطيباً فقال أو كلما انطلقنا غُزاة في سبيل الله تخلف رجل في عيالنا له نبيب كنبيب التيس عليَّ أن لا أُوتى برجل فعل ذلك إلا نكلت به ‘‘( [224])’’ فأخرج إلى الحرة ‘‘( [225]) وفي حديث أبا ذر ’’ فحفرنا له حفيرة ليست بالطويلة فرجم ‘‘ ( [226]) ’’ فلما رجم وجد مس الحجارة فجزع فخرج يشتد ‘‘( [227]) وفي حديث جابر ’’ صرخ بنا يا قوم ردوني إلى رسول الله فإن قومي قتلوني وغروني من نفسي وأخبروني أن رسول الله غير قاتلي، فلم ننزع عنه ‘‘( [228]) ’’حتى مر برجل ‘‘( [229]) ’’ لقيه عبد الله بن أنيس ‘‘( [230]) ومعه لحي جمل ‘‘( [231]) ’’ وقد عجز أصحابه ‘‘( [232]) ’’ فضربه به وضربه الناس حتى مات فلما رجعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه قال صلى الله عليه وسلم ’’هلا تركتموه لعله أن يتوب الله عليه ‘‘( [233]) ’’ فهلا تركتموه وجئتموني به ليستثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما لترك حد فلا ‘‘( [234]) ’’فارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم كئيباً حزيناً فسرنا حتى نزل منزلاً فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر ألم تر إلى صاحبكم غفر له وأدخل الجنة ‘‘ ( [235])’’ فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت عنهما صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، فقال أين فلان وفلان فقالا نحن هذان يا رسول الله، فقال انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا يا نبي الله من يأكل هذا، قال فما نلتما من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ‘‘( [236]) ’’وكان الناس فيه فرقتين قائل يقول لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول ما توبة أفضل من توبة ماعز إنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال اقتلني بالحجارة قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال استغفروا لماعز بن مالك فقالوا غفر الله لماعز بن مالك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم‘‘ ( [237]) ’’ إن امرأة من جهينة ‘‘ ( [238]) ’’ من غامد من الأزد ‘‘ ( [239]) ’’ تسمى الغامدية جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله‘‘ ( [240]) ’’ طهرني فقال ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه ‘‘ ( [241]) ’’ فاعترفت بالزنا ‘‘ ( [242]) ’’ فقالت يا رسول الله إني زنيت فطهرني ‘‘ ( [243])’’ إني قد فجرت ‘‘ ( [244]) ’’ فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تردني ؟ لعلك تردني كما رددت ماعزا ؟ فوالله إني لحبلى من الزنا ‘‘ ( [245]) ’’ فقال أنت قالت نعم فقال إما لا فاذهبي ‘‘ ( [246]) ’’حتى تضعي ما في بطنك ‘‘ ( [247]) فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليا لها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن إليها فإذا وضعت فجيء بها ‘‘ ( [248]) ’’ فاذهبي حتى تلدي فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت فلما أن وضعت جاء بها، ‘‘ ( [249])’’ فقال قد وضعت الغامدية ‘‘ ( [250]) ’’ أتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته‘‘ ( [251]) ’’ فقال إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه فقام رجل من الأنصار فقال إلي رضاعه يا نبي الله ‘‘ ( [252]) ’’ قال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتت بالصبي في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ‘‘ ( [253]) ’’ وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ‘‘ ( [254]) ’’ ثم أمرهم فصلوا عليها ، فقال عمر يارسول الله تصلي عليها وقد زنت ؟ قال والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها ؟ ‘‘ ( [255]) فما أعظم التوبة النصوح التي يصدق فيها العبد مع ربه وقد يحدث اغتصاب لصغير يعتدى عليه ويفعل فيه بالإكراه وينتج عن ذلك عقد نفسية عظيمة قد تفقده الثقة في نفسه وقد يؤدي ذلك وخاصة إذا كرر معه إلى التكيف معه فيحدث فـيضان لصورة الأنوثة عليه أو يحصل تآكل ورعدة بالمحل تسكن بالفعل به وذلك كله نقـيصة لا تلاؤم الطبع لكن الذي ينبغي أن يعالج المرء نفسه فلا يترك نفسه للشعور بضياع رجوليته وأنه لا يستطيع مواجهة الناس بعد ما حدث له كما سيملي عليه الشيطان بهذه الوساوس ليحبطه, بل عليه أن يعلم أنه ظلم بالاعتداء عليه وأنه بلجوئه لله فإن الله سيأخذ له حقه ولا يترك الظالم ولو أمهله لكنه لا يهمله بل سيكون أخذه أخذ عزيز مقتدر ثم يعلم أن ما حدث له بدون أرادته هو من الأقدار المؤلمة التي يمتحن الله عباده بها فيفوض أمره لله فيما حدث ويعيش حياته الطبيعية ويخبر أبوه أو ولي أمره بما حدث ولا يخفي عليهم لأنه قهر وظلم حتى يساعدوه ويحموه من التعرض له مرة أخرى وأن الله سيغفر له ومادام غفر الله له سيجعل العباد يغفرون له لأن ما حدث ليس له فيه إرادة حتى يذم به, وهذه قصة لامرأة تمشي في الطريق فيعتدي عليها فاجر جبان فيغتصبها فلما زال عنها القهر استنجدت بالناس في الطريق فأتوا بها لرسول الله الذي أخبرها أن الله غفر لها, وأمر برجم الغاصب فكان في دفع نفسه لإقامة الحد عليه مع التوبة أن قبلت منه عن علقمة بن وائل الكندي عن أبيه ’’ أن امرأة خرجت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد الصلاة فتلقاها رجل فتجللها فقضى حاجته منها فصاحت فانطلق ومر عليها رجل فقالت إن ذاك الرجل فعل بي كذا وكذا ومرت بعصابة من المهاجرين فقالت إن ذاك الرجل فعل بي كذا وكذا فانطلقوا فأخذوا الرجل الذي ظنت أنه وقع عليها وأتوها فقالت نعم هو هذا فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أمر به ليرجم قام صاحبها الذي وقع عليها فقال يا رسول الله أنا صاحبها فقال لها أذهبي فقد غفر الله لك وقال للرجل قولا حسنا وقال للرجل الذي وقع عليها ارجموه وقال لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم ‘‘( [256]) إن المسلم بعد علمه بخطورة الانحراف الجنسي وعلمه بكيفية الوقاية منه وعلمه بكيفية العلاج منه إذا انجرف يتكون عنده حماية لنفسه من الانجراف في هذا الانحراف خاتمة بعد معرفة مضمون ما جاء في هذه الرسالة يستطيع كل مسلم أن يحفظ نفسه من الوقوع في الحرام من زنا ولواط ومقدمات الفواحش ومشاهدة الخليعة وخاصة بعد معرفة العقاب الشديد من الله في الدنيا والآخرة لمن وقع في هذه المحرمات ولم يتوب منها وخاصة المصر عليها لأن المسلم متى أصبح عنده علم بشرع ربه فإنه يتقي الله ويخشاه ولا يتجرء على حُرُوماه ألم يقل الله {إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَـٰؤُاْ } [ فاطر 18 ] أما الجهل بشرع الله فإنه يجرء أصحابه على معاصي الله لأنهم لم يُحصلوا العلم الذي يعرفهم قدر الله وبالتالي {مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [ الحج 74 ] ولو قدروا الله حق قدره ما تجرؤوا على معاصيه [1] المسند 4/423, البزار في كشف الأستار 132, صححه الألباني في صحيح الترغيب 52 [2] مسلم 2740 [3] فتح القدير 1/323 [4] مسلم 1006 [5] البخاري 5065 , مسلم 9/175 , الوجاء رض الخصيتين والمقصود هنا قطع الشهوة وقطع شر المني [6] أبو نعيم في الحلية 7/122 , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 2390 [7] مسلم 2742 [8] يرجع لرسالة المؤلف علاج الشوق عند المدمنين [9] ابن ماجة 4245 , وصحح إسناده البصيري في الزوائد , الطبراني في الأوسط 4632 , صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 4245 [10] كنز العمال 43749 ويشهد له الحديث الصحيح الذي بعده [11] المسند 2/69 , البزار 1875 , الحاكم 1/72 وصححه , الألباني في الترغيب حسن صحيح 2366 [12] المسافحات المجاهرات بالزنا, الأخدان جمع خدن وهو الصاحب، والمراد به هنا من تتخذه المرأة صديقاً يزني بها [13] الطبراني في الأوسط 4860 [14] السنن الكبرى 8/233 , 4/322 , الحاكم 8052 وصححه , الطبراني في الكبير 11/318 , صححه الألباني في الصحيحة 3462 [15] الترمذي 1455, الألباني في صحيح سنن الترمذي حسن صحيح 1455 [16] كنز العمال 13646 [17] الترمذي 3177 وحسنه , حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3177 [18] أبو داوود 2052 , الحاكم 2700 وصححه , صححه الألباني في الصحيحة 2444 [19] الألوسي عند تفسير الآية [20] الترمذي 2769 وحسنه ، أبو داود 4017 , حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1920 [21] أبو داوود 4016 , صححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود 4016 [22] مسلم 3/257 [23] الترمذي 2800 , ضعفه الألباني في الإرواء 64 [24] أما إذا أغتسل مع غيره كما يحدث في حمامات السباحة والشواطئ فلا يكشف عورته [25] الترمذي 2769 وحسنه , حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2794 [26] الزوجة يجوز لها النظر إلى زوجها أما نظر الزوج في فرج زوجته فسيأتي الكلام عليه [27] الفروع 1/329 , الإنصاف 1/449 [28] الفروع 1/330 [29] الدارمي 1371 , صححه الألباني في صحيح سنن النسائي 769 [30] توضيح الأحكام 1/446 [31] الفروع 1/330 [32] الفروع 1/330 , الإنصاف 1/452 [33] الإنصاف 1/452 [34] الإنصاف 1/453 [35] الإنصاف 1/453 [36] من فتاوي الشيخ العثيمين رحمه الله [37] النووي 3/254 في تحريم النظر للعورات [38] مسلـم 3/254 , الترمذي 2793 وقال حسن صحيح , أبو داوود 4018 [39] كما يجب عليه أن يصون بصره ويده وغيرها عن عورة غيره [40] المسند 2/540 , أبو داوود 2174 , البيهقي في الكبرى 7/98 , صححه الألباني في صحيح الجامع 7037 [41] المسند 6/296 , الترمذي 2778 وقال حسن صحيح، أبو داود 4112 , قال النووي 10/336 عند توضيح المطلقة البائن وهذا الحديث حديث حسن رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، قال الترمذي: هو حديث حسن ولا يلتفت إلى قدح من قدح فيه بغير حجة معتمدة , وقوى إسناده ابن حجر في الفتح في كتاب النكاح باب نظر المرأة إلى الحبشة , ضعفه الألباني في سنن الترمذي 27787 [42] صححه الألباني في الإرواء 1797 [43] مسلم 14/386 [44] النووي 14/387 باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب [45] البخاري 5887 [46] جمعت هذه الروايات من الروايات التي ذكرها الزركشي في شرح الحديث في الموطأ [47]النووي 14/387 في باب منع المخنث من الخول على النساء [48] ابن حجر في الفتح 10/346 [49] النووي 14/387 في باب منع المخنث من الخول على النساء [50] أبو داوود 4928 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4928 , النقيع موضع ببلاد مزينة على ليلتين من المدينة وهو نقيع الخضمات [51] ذكر هذه القصص ابن حجر في الفتح 12/166 عن كتاب المغربين لأبي الحسن المدايني [52] عون المعبود باب الحكم في المخنثين 13/188 [53] البيهقي في الكبرى 8/224 , صححه الألباني في الصحيح 230 [54]النووي 14/387 في باب منع المخنث من الدخول على النساء [55] البخاري 5886 , 8634 [56] أما التشبه بالرجال رأياً وعلماً فهو محمود، كما روي أن عائشة رضي الله عنها كانت رجلة الرأي، أي رأيها كرأي الرجال [57] الطبراني في الأوسط 4003 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 2068 [58] المسند 2/200 , حسنه محققوا الترغيب 3060 [59] المسند 2/325 , أبو داوود 4098 , صححه الألباني في صحيح الجامع 5095 [60] النسائي في الكبرى 2343 , البزار 1875, صححه الألباني في صحيح الترغيب 2070 [61]النووي 14/387 في باب منع المخنث من الخول على النساء [62] تحفة الأحوذي عن ابن حجر في الفتح [63] أبو داوود 495 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 508 [64] مسلم 2128 [65] ابن تيمية مجموع الفتاوى 22/146-147 ونقل كلامه هذا الشيخ العثيمين رحمه الله في حديثه عن ستر العورة [66] الترمذي 2793 , صححه الألباني في غاية المرام 185 [67] مسلم 35 [68] كنز العمال 45106 , وعزاها أحمد شاكر 11/38 للحاكم ويشهد رواية المسند 2/223 , الطبراني في الأوسط 9331, وحسنه الألباني في صحيح الترغيب2043 [69] الطبراني في الكبير 22/60 , حسنه الألباني في صحيح الجامع 3271 [70] النسائي 5127, صححه الألباني في الصحيحة 1031 [71] النسائي 3940 , البيهقي في الكبرى 5/280 , الحاكم وصححه 2676 , الألباني في صحيح سنن النسائي حسن صحيح 3939 [72] الترمذي 2793 , صححه الألباني في غاية المرام 185 [73] مسلـم 338 كتاب الحيض تحريم النظر إلى العورات [74]المسند 1/146 , أبو داوود 3140 , ابن ماجة 1460 , صحح إسناده أحمد شاكر 1248, ضعفه الألباني في المشكاة 3113 [75] مسلم 2121, الألباني في المشكاة 4640 متفق عليه [76] مسلم 2159 وأبو داوود 2148 [77] المسند 5/353 ، الترمذي 2777 وحسنه، أبو داود2149 ، صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2777 [78] البيهقي في الشعب 5434 , صحح وقفه الألباني في صحيح الترغيب 1907 [79]الترمذي 1173 وحسنه , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1173 [80]مسلم 1403, صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 2151 [81] والحكم كذلك في النظر إلى الغير مسلمة ولو كانت مجوسية أو مرتدة أو وثنية [82] النظر في الفرج نفسه ففيه ثلاثة أوجه الأول أصحها أنه مكروه لكل واحد منهما النظر إلى فرج صاحبه من غير حاجة وليس بحرام. والثاني أنه حرام عليهما. والثالث أنه حرام على الرجل مكروه للمرأة، والنظر إلى باطن فرجها أشد كراهة وتحريماً. [83] وقال البعض لا يحرم نظرها إلى وجه الرجل بغير شهوة وليس هذا القول بشيء [84] المسند 2/536 , أبو داوود 2152 , البيهقي في الكبرى 7/89 , الحاكم 3751 وصححه , صحح إسناده مكمل شرح المسند 10933 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 2152 [85] النسائي 3457 , الترمذي 1199 وقال حسن صحيح , حسنه الألباني في صحيح سنن النسائي 3457 [86] الدارمي 2215, صححه الألباني في جلباب المرأة 11 , وينظر إلى علاج الزوج بحسن العشرة للمؤلف ص 45 [87] المسند 1/412 , البزار 1550 , أبو يعلى5364 , الألباني حسن صحيح في صحيح الترغيب 1905 [88] البخاري 6343, 6346 , مسلم 2657 [89] مسلم 2159 [90] قاله علي القاري في المرقاة [91] البخاري 5240 [92] المسند 4/423, البزار في كشف الأستار 132, صححه الألباني في صحيح الترغيب 52 [93] مسلم 2674 [94] الترمذي 2675 , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2675 [95] البيهقي في الكبرى 8/329 , صححه الألباني في صحيح الجامع 4512 [96] المسند 5/279 [97] ابن تيمية في الفتاوي الكبرى 21/247-251 [98]هذا هو الصحيح المختار عند العلماء المحققين قاله النووي [99]ذكرها ابن عساكر في تاريخه بإسناد إلى أبي عليّ الحسن بن بندار الزنجاني الشيخ الصالح [100]ذكرها ابن تيمية في مجموع الفتاوي 32/248 [101] كنز العمال 7287 وعزاه لابن عساكر [102] الرمذي 464 وحسنه , المعجم الكبير 3/73 , صححه الألباني في الإرواء 429 [103] البخاري 5232 , مسلم 2172 [104] البخاري 5233 , مسلم 1341 [105] الطبراني في الكبير 11462 , صححنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1909 [106] الطبراني في الكبير 11/424 [107] الترمذي 1171, صححنه الألباني في صحيح الترغيب 1908 [108] الطبراني في الكبير 486, البيهقي , صححنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1910 [109] مسلم 2171 [110] المسند 3/309 , الترمذي 1172 , الدارمي 2/411 , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1172 [111] مسلم 2173 , الطبراني في الأوسط 8/339 , البيهقي في الكبرى 5/104 [112] مصنف عبد الرزاق 7/137 [113] الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله [114]ابن سعدي عند تفسير الآية 32 من سورة الإسراء [115] المسند 5/256 , الطبراني في الكبير 8/163 , 183 , مسند الشامين 2/139, صحح الألباني في الصحيحة 370 الدعاء بدون القصة [116] الطبراني في الأوسط 1006 , الحاكم 4/154 وصححه [117] هذه الأبيات مما تنسب إلى الإمام الشافعي [118] الفتاوي الكبرى لابن تيمية 32/120 [119] البخاري 5065 , مسلم 9/175 [120]النسائي في الكبرى 5570 , صححه الألباني في صحيح سنن النسائي 3378 [121] مسلم , صححه الألباني في المشكاة 3129 [122] مسلم 1419 [123]مسند أبي يعلى 5/132 , التعريف والبيان وعزاه لتاريخ بغداد ويشهد له الحديث الذي بعده [124] البيهقي في الكبرى 7/78 , صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1847 [125] البخاري 5122 [126] ابن ماجة 2518 , البيهقي في الكبرى 3/12 , حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 2518 [127] أبو داوود 2050 , صححه الألباني في الإرواء 1784 [128] البيهقي في الكبرى 7/79 [129]ضعفه الألباني في الضعيفة 737 وعزاه لشعب الإيمان [130] المشكاة 3139 عزاه لشعب الإيمان وسكت عنه الألباني [131] ابن ماجة 1882 , البيهقي في الكبرى 7/ 110 , صححه الألباني في إرواء الغليل 1841 [132] مسلم 2401 , صححه الألباني قي المشكاة 6060 [133] الطبراني في الأوسط 8/268 , صححه الألباني قي صحيح الجامع 2106 [134] البخاري 5256 , مسلم 2/230 [135] البخاري 6809 [136] الحاكم 1/ 22 وصححه ووافقه الذهبي , صححه محققوا الترغيب 3528 [137] البخاري معلقاً كتاب الحدود باب الزنا وشرب الخمر [138] ابن حجر في الفتح [139] تحفة الأحوذي عزاه للطبري , وقال له شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود [140] الطبراني في الكبير 7224 , ابن حجر جود إسناده في الفتح 12/61 , وفي الآصابة 3/349 , , حسنه الألباني في صحيح الجامع 6274 [141] أبو داوود 4690, الترمذي 2627, البيهقي في الشعب 5366 , صححه الألباني في الترغيب 2394 [142] قاله النووي [143] ابن خزيمة 2456 ورواية أربعة يبغضهم الله عند النسائي 2575 , ابن حبان 5532 , صححه الألباني في الترغيب 2397 [144] النووي عن القاضي عياض [145] أحمد 4/22, صححه الألباني في الترغيب 2391 [146] أحمد 6/333 , أبي يعلى 7091 , صححه الألباني في الترغيب 2400 [147] الحاكم 2/37 وصححه ووافقه الذهبي , حسنه الألباني لغيره في الترغيب 2401 [148] كنز العمال 8447 , حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 4009 [149] أبو يعلى 4981 , حسنه ابن حجر في الفتح, حسنه الألباني في الترغيب 2402 [150] البخاري 4477 , مسلم 86 [151] النووي [152] المسند 6/8 , صححه الألباني في الترغيب 2404 [153] البخاري 6827, 6828 [154] هذا الحكم معنى حديث البخاري 6833 [155]أبو داود 4353, صححه الألباني في الترغيب 2389 [156]مسلم 11/192 [157] المسند 1/300 , الترمذي 1462 , ابن ماجة 2564 , الطبراني في الكبير 11/225 , البيهقي في الكبرى 8/237 , الحاكم وصححه وحسن إسناده أحمد شاكر 2727 [158] الترمذي 1362 وحسنه , ابن ماجة 2607 , الطبراني في الكبير 3/277 , البيهقي في الكبرى 3/307 , الحاكم وصححه [159] ابن ماجة 2608 , الطبراني في الكبير 3/277 , البيهقي في الكبرى 4/296 , الحاكم وصححه , الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 2608 قال حسن صحيح [160] الترمذي 1362 وحسنه , ابن ماجة 2608 , الطبراني في الكبير22/195 , البيهقي في الكبرى 8/237 , الحاكم وصححه [161] الترمذي 1964 , حسنه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4790 [162] ابن ماجة 4245 , وصحح إسناده البصيري في الزوائد , الطبراني في الأوسط 4632 , صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 4245 [163] البخاري 1386 [164]الطبراني في الأوسط 8401 , صححه الألباني في الترغيب 2396 [165]الطبراني في الكبير 13195, صححه الألباني لغيره في الترغيب 2399 , الأشيمط تصغير أشمط وهو من اختلط شعر رأسه الأسود بالأبيض [166] مصنف عبد الرزاق 12547 , كنز العمال 13034 وعزاه للطبراني والخراطي في مساوئ الأخلاق , حسنه الألباني في الترغيب 2405, الأساود الحيات واحدها أسود [167] الطبراني في الكبير 3278 , حسنه محققوا الترغيب 3549 , ضعفه الألباني في الجامع 5794 [168] النسائي 3189 , السنن الكبرى 3/34 , صححه الألباني في صحيح سنن النسائي 3190 [169]البزار 1308, صححه الألباني في الترغيب 2398 [170] ابن خزيمة 1986, ابن حبان 7448 , صححه الألباني في الترغيب 2393 , شراب الغوطة نهر يتكون من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهم [171] المسند 4/ 399 , الحاكم 7234 وصححه , حسنه محققوا الترغيب 3477 , المومسات بضم الميم الأولى وكسر الثانية هن الزانيات
[172]البخاري 3465 , مسلم 2743 , المراد بالسنة العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء نزل غيث أم لم ينزل ومراده أنه حصل لها احتياج وفاقة بسبب ذلك [173] الترمذي 2496 وحسنه , والحاكم 4/254 وصححه ووافقه الذهبي , ضعفه الألباني في سنن الترمذي 2496 [174] المسند 2/403 قال الحافظ في الفتح تفرّد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط الصحيح , فغطّ حتى ركض برجله أي حدث له حالة مثل التي تحدث للمصروع , ثم أرسل أي ذهب غنه ما أصابه بدعائها [175]البخاري 660 , مسلم 1031 [176]يرجع لكتاب المؤلف علاج نفسك في معرفة اليوم الآخر ص 27-29 [177] الطبراني في الكبير 1003 , وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب1905 [178]الحاكم 4/358 وصححه ووفقه الذهبي, حسنه الألباني في الترغيب 2410 [179] البيهقي في الشعب 5369 , حسنه الألباني في الترغيب 2410 [180]ابن حبان 4151 , حسنه الألباني لغيره في الترغيب 2411 [181]البخاري 6474 , الترمذي 2408 , المراد بما بين لحييه اللسان وبما بين رجليه الفرج [182] الترمذي 2409 وحسنه , الألباني حسن صحيح في الترغيب 2413 [183] المسند 5/323 , الحاكم 4/358 وصححه ووافقه الذهبي , حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1901 [184] ابن ماجه 2563 , الترمذي 1457 وحسنه , الحاكم 4/357 وصححه ووافقه الذهبي , حسنه الألباني في الترغيب 2417 [185]الطبراني في الأوسط 8/234, الحاكم 8053 وصححه , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2420 [186]ابن حبان 4400, البيهقي في الشعب 5373 , صححه الألباني في الترغيب 2421 [187]ابن ماجه 4019 , البيهقي في الشعب 3314 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2419 [188]الحاكم 2/126 وصححه , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2418 [189]الحاكم 8047 وصححه , ابن أبي الدنيا , البيهقي , صححه الألباني في الترغيب 2422 [190]أبو داود 4462, الترمذي 1456 , ابن ماجه 2561 , البيهقي في الشعب 5387 , صححه الألباني في الترغيب 2422 [191] ذكره الترمذي في الرواية السابقة ضمن كلام مالك والشافعي وأحمد [192] عون المعبود باب في من عمل عمل قوم لوط أخرج البيهقي عن عطاء بن أبي رباح وقال ذكره الزيلعي [193] قاله ابن القيّم [194] مسند أبي يعلي 2743 , صححه الألباني في أداء ما وجب 135 [195]الترمذي 1455 الألباني حسن صحيح في صحيح سنن الترمذي 1455 [196] ذهب الأئمة الأربع إلى أن من أتى بهيمة يعزر ولا يقتل والحديث محمول على الزجر والتشديد [197] البيهقي في الكبرى 7/198 , أبي يعلى 5/121 , حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2980 [198] أبو داوود , صححه الألباني في الإرواء 197 [199] أحمد 2/182 , حسنه الألباني في الترغيب 2422 [200] أحمد 1/86 , الترمذي 1164 وحسنه , النسائي 137 , ابن حبان 4187 , حسنه الألباني في الترغيب 2434 [201] أالبزار1456 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2426 [202] ابن ماجه 1924 , النسائي في الكبرى 3/150 صححه الألباني في الترغيب 2427 [203] شرح معاني الأثار 3/45 , حسنه الألباني في الترغيب 2428 [204]الطبراني الطبراني في الأوسط 1952, الألباني حسن صحيح في الترغيب 2428 , المحاش هي الدبر [205]أحمد 2/444 , أبو داود 2162 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2432 [206]الطبراني في الأوسط 9/68 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2430 [207] المسند 2/408 , الترمذي 135 , ابن ماجة 639 , صححه الألباني في الترغيب 2433 [208] أبو داود 3904 , صححه الألباني في الترغيب 2433 [209]ابن ماجه 1923 , البيهقي في الشعب 5376 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2431 [210] الترمذي 1165 , النسائي 115 , ابن حبان4191 , صححه الألباني في الترغيب 2424 [211] يرجع إلى رسالة علاج العصيان بطلب الغفران للمؤلف [212] يرجع إلى رسالة علاج السلوك والمخاوف للمؤلف [213] أبو داوود 4419 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4419 [214] مسلم 1695 [215] مسلم 1695 [216] مسلم 1695 [217] البخاري 6825 [218] البخاري 6824 [219] أبو داوود 4419 , حسنه الألباني في المشكاة 3581 [220]ذكر ذلك المنذري عند تعليقه على رواية النسائي7205 في الكبرى وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 2335 [221] أبو داوود 4425 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4425 [222] أبو داوود 4419 , حسنه الألباني في المشكاة 3581 [223] أبو داوود 4428 [224] مسلم 1692 [225] الرمذي 1428 وقال حست صحيح , الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح 1428 [226] المسند 5/179 , البزار 1555 [227] أبو داوود 4419 , حسنه الألباني في المشكاة 3581 [228] أبو داوود 4419 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4419 [229] الترمذي ، ابن ماجه , صححه الألباني في المشكاة 3565 [230] أبو داوود 4419 , حسنه الألباني في المشكاة 3581 [231] الترمذي ، ابن ماجه , صححه الألباني في المشكاة 3565 [232] أبو داوود 4419 , حسنه الألباني في المشكاة 3581 [233] الترمذي 1428, صححه الألباني في المشكاة 3565 [234] أبو داوود 4419 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4419 [235] المسند 5/179 , البزار 1555 [236] أبو داوود 4428 [237] مسلم 1695 [238] الترمذي 1435 وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435 [239] مسلم 1695 [240] مسلم 1695 [241] مسلم 1695 [242] الترمذي 1435 وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435 [243] مسلم 1695 [244] أبو داوود 4440, صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4442 [245] مسلم 1695 [246] مسلم 1695 [247] مسلم 1695 [248] الترمذي 1435 وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435 [249] الترمذي 1435 وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435 [250] مسلم 1695 [251] مسلم 1695 [252] مسلم 1695 [253] الترمذي 1435وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435 , أي شدت عليها لئلا تتجرد فتبدو عورتها [254] مسلم 1695 [255] أبو داوود 4440, صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4440 [256] الترمذي 1454 وقال حسن صحيح , أبو داوود 4379 , صححه الألباني في المشكاة 3572
|
ماذا أفعل في هذه الأمور
|
|