سئل فضيلة الشيخ العثيمين : عن حكم الصلاة في غرفة فيها خمر ؟
فأجاب بقوله : يجوز للإنسان أن يصلي في غرفة فيها خمر ، وذلك لأنه إذا صلى
في هذه الغرفة ولم يخل بشيء من شروط الصلاة وأركانها وواجباتها ولم يوجد
شيء من مبطلاتها فإن الصلاة تصح لتوفر أسباب الصحة وانتفاء مبطلها ، ولكني
أقول :
هل يمكن لمؤمن أن تكون في بيته خمرة وقد علم من الدين الإسلامي بالضرورة أن
الخمر محرم حيث دل كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع
المسلمين على أن الخمر حرام ، قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ
رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ
اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ* وَأَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ
فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) . وقال النبي
صلى الله عليه وسلم : (( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام )) . وقال النبي صلى
الله عليه وسلم : (( ما أسكر كثيرة فقليله حرام )) . وعلى هذا فلا يحل
لمسلم بل لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يكون في بيته خمرة ، كما
أنه لا يحل له بيع الخمر ، ولا شراؤه ، ولا المعاونة فيه بأي نوع من أنواع
المعاونة ، ولا شريه ، ومن شريه مستحلاً لشربه ، أن استحل شربه وإن لم
يشربه فإنه يكفر كفراً مخرجاً من الملة وإذا كان ممن عاش بين المسلمين ،
لأنه أنكر تحريم ما علم بالضرورة من دين الإسلام تحريمه .
ونصيحتي لأخواني المسلمين عموماً أن يتقوا الله تعالى في أنفسهم وفي أهليهم
، وفي مجتمعهم ، وأن يجتنبوا مثل هذه القاذورات التي لا تزيدهم من الله إلا
بعداً ، ولا تزيد في حياتهم إلا قلقاً وتعباً ، ونقصاً في الدين والعقل
والمال .