العضلات هي عتلات حية مرتبطة بالعظام ولها قابلية تحريك تلك العظام بتقلص أليافها.
إن أكثر من نصف الجسم الإنساني مكون من العضلات. وهي أعجب هبات الخالق وتلعب
العضلات من المهد إلى اللحد دوراً هاماً في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال. فهي
التي تدفع بنا إلى هذه الدنيا منذ الولادة ... عندما يقذف الرحم بالمولود إلى نور
الحياة بعد أن يقضي فيه تسعة أشهر. وعضلات الجسم هي التي تمدنا بالحرارة الداخلية
اللازمة والعضلات هي التي تدفع بالطعام عبر القناة الهضمية وهي التي تمتص الهواء
وتدفعه داخل الرئتين ... إلخ.
يضم الجسم البشري أكثر من 600 عضلة، وهي تتكون ما نسميه عادة اللحم. وما اللحوم
التي نأكلها كل يوم أو قلياً أو سليقاً سوى العضل.
وأصل كلمة muscle الإنجليزية من اللاتينية musculus ومعناها الفأر الصغيرة وفي
اليونانية كذلك تعني كلمة mus العضلة، أو الفأر، حيث أن بعض حركات العضلات تذكرنا
بحركات الفأة الوثابة.
تلعب العضلات دوراً هاماً في حياتنا منذ لحظة ميلادنا إلى مماتنا، فهي تنتج الحرارة
الداخلية وتحرك الطعام خلال الجهاز الهضمي، وتضخ الهواء في الرئة، وتجعلنا نتحرك
ونجري ونتكلم.
وتنتهي الحياة عندما تتوقف العضلة القلبية (القلب) عن الخفقان. ويخفق القلب 2500
مليون مرة على مدى حياة متوسطها سبعون عاماً.
وجميع العضلات مكونة من ألياف مشابكة يتراوح طولها بين بضع ملليمترات و300
ملليمتراً ينقبض ويرتخي بعضها بسرعة في حين يظل بعضها الآخر متصلباً لفترة أطول قبل
أن يسرتخي. تربط الأوتار بين طرف كل عضلة بالهيكل العظمي بصورة مباشرة أو غير
مباشرة. وبتنسيق فعاليات التقلص والانبساط لمختلف العضلات تتم حركة هيكل الإنسان.
ولكل عضلات الجسم أسماؤها المشتقة من اللاتينية. والتي تصف شكل العضلة أو موضعها أو
وظيفتها. أما بعض العضلات الواضحة والمألوفة، فلها أسماء نستعملها في الحياة
العادية مثل العضلة ذات الرأسين في الذراع وتنمو العضلات عادة بالتمارين، وتضعف
وتضمر عند الركود وعدم الاستعمال كما يحدث عند الرياضيين وعند الراقدين الكسالى، إذ
تنمود عضلات الرياضيين نمو كبيراً، ولكنها تبدأ بالضمور عند ترك التمارين والتحول
إلى الكسل ورقابة الأعمال المكتبية.