الكذب ليس من الطباع التي يفطر عليها الإنسان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب }

{ يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب }[14]

عن أبي بكر الصديق قال {الكذب يجانب الإيمان }[15]

فلا يجتمع الكذب والإيمان إلا ويطرد أحدهما صاحبه ، ويستقر موضعه[16]

دل هذا على أن المؤمن لا يكون كذاباً [17] أي لا يصل إلى مستوى في تحري الكذب يدمغ فيه بأنه كذاب خلقه الكذب ، أما الكذبات العارضات فليس في الحديث ما يدل على أنها لا تكون من المؤمن ، وذلك لأن كذاب صيغة مبالغة تدل على تمكن خلق الكذب في نفسه فلا يكون الكذب من الأخلاق الفطرية التي يطبع عليها الإنسان

يظهر هذا من ملاحظة الصغار أنهم مفطورون في أساس تكوينهم على حب الحق وعلى حب الصدق وأن خلق الكذب لا يكون أصيلاً في طبع الإنسان بحسب فطرته وإنما يكتسبها بعد ذلك في حياته اكتساباً بعوامل شتى منها البيئة ومنها مؤثرات الأهواء والشهوات ومنها الاعتياد بتكرار الكذب ثم تتحول العادة فتكون خلقاً مكتسباً

وفي الأحاديث دلالة على أن الإنسان مفطور في أساس تكوينه على حب الحق , والذي يحب الحق لا يكون خائناً ولا كذاباً بل يأتيان إلى أخلاق الناس اكتساباً وذكر الحديث المؤمن ولم يذكر الإنسان لأن كل إنسان مفطور على الإيمان فهو مؤمن بالفطرة ويفسد فطرته بعد ذلك بإرادته أو تعمل البيئة على إفساد فطرته وقد دل على هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم

{كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يتركانه مسلماً } [18]


 

[14] البيهقي في الشعب 4811 , قوى إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح 10/524 , ضعفه الألباني في الترغيب 1748

[15] قال الحافظ ابن حجر في الفتح 10/524 أخرجه البيهقي في الشعب بسند صحيح وأخرجه عنه مرفوعا وقال الصحيح موقوف

[16] ابن القيم في الزاد 3/516

[17] {قيل يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا ؟ قال نعم . قيل له أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال نعم . قيل له أيكون المؤمن كذابا ؟ قال لا }

مالك 2/990 , الألباني في الترغيب 1752 قال مرسل ضعيف

[18] البخاري 1385

 

 

 

 

 

ماذا أفعل في هذه الأمور

الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة



نسأل الله أن يحفَظَ بلادَ المسلمين من كلِّ سوء وأن يعيذَنا من الشرّ والفساد وأن يمنحَنا الاستقامة والثباتَ على الحقّ وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحوُّل عافيته ومن فُجاءة نقمته وأن يهديَ ضالّ المسلمين ويبصِّر جاهلَهم ويوقِظ غافلهم ويدلَّهم على الخير والهدى إنّه على كل شيء قدير  نسأل الله أن يرفعَ البلاء عن أمّة الإسلام وأن يرزقَهم العودةَ إلى شرع الله ليُخلِّصوا أنفسَهم من هذه الأباطيل والضلالات إنّه لا مخلِّصَ لهم من المخدرات وسائر المنكرات إلاّ رجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله  فعليها تنصلح القلوب وتجد الهداية من علام الغيوب وتجد السعادة بزوال الكروب